تأتي ذكرى إحراق المسجد الأقصى في الحادي والعشرين من أغسطس وما يزال الأحياء من أبناء مدينة القدس يتذكرون تفاصيل الجريمة التي حدثت عام 1969م، حين أقدم أحد المتطرفين على إحراق الجناح الشرقي للمصلى، وتعمد إحراق منبر صلاح الدين الأيوبي؛ نظراً لما يمثله هذا المنبر من قيمة تاريخية للمسلمين تذكرهم بالتضحيات التاريخية التي بذلها المسلمون لتحرير المسجد الأقصى وبجيل القادة الأبطال.
وما تزال محاولات اقتحام «الأقصى» وتدنسيه ومحاولات تدميره وإحراقه مستمرة، وليس ببعيد ما حدث الأسبوع الماضي حين أقدم الوزير الصهيوني بن غفير باقتحام باحات المسجد الأقصى بتنسيق واضح مع نتنياهو وبمشاركة مئات الصهاينة، وأداء صلوات تلمودية في باحات المسجد الأقصى وبحضور رئيس إدارة جبل الهيكل المزعوم الحاخام شمشون إلبويم، وفي مقابل هذا الاقتحام تم منع إمام وخطيب المسجد الأقصى من ممارسة مهامه.
ولا يجهل الجميع أن هذا الاقتحام يأتي في ظل توتر شديد في المنطقة نتيجة حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة في غزة وبعد تجاوز عدد الضحايا الأربعين ألفاً فضلاً عن عشرات الآلاف من الجرحى ومئات الآلاف من المتضررين، ومن المؤسف أن حلفاء الصهاينة ينتظرون من الأنظمة العربية أن تقدم مكافأة مجازر الإبادة لـ«إسرائيل»، كما قدمت بعض الأنظمة للرئيس الأمريكي ترمب مكافأة اعترافه بالقدس عاصمة للصهاينة بدخولها في صفقة التطبيع المرتبطة بصفقة القرن المشبوهة والهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
ولكن الذي يجب أن يعرفه الجميع أن محاولات هدم «الأقصى» وإبادة الشعب الفلسطيني لن تجلب السلام للصهاينة وحتى لو شاركت جميع الأنظمة العربية في صفقات الخيانة، وعلينا جميعاً تذكير الأجيال القادمة بأن الجرائم التي يرتكبها الصهاينة اليوم في غزة والمسجد الأقصى هي جرائم ممتدة من بداية صناعة الاستعمار لدولة الاحتلال، وواجبنا الاستمرار في مساندة قضية المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني بكل ما نستطيع، فتحرير المسجد الأقصى أمانة في أعناقنا، علينا أن نعمل من أجل ذلك بكل إمكانياتنا، وعلينا توريث النضال للأجيال القادمة.