في سياق العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، حققت المقاومة الفلسطينية إنجازًا بارزًا من خلال مقتل قائد «اللواء 401» بجيش الاحتلال العقيد إحسان دقسة، وإصابة ضابط آخر خلال المعارك في جباليا.
وبحسب محللين، فإن هذه العملية تعد علامة فارقة في مسار الحرب، حيث تكشف عن التحولات الإستراتيجية في أساليب المقاومة وقدرتها على تنفيذ عمليات معقدة ضد أحد أبرز الضباط في الجيش الصهيوني رغم الفارق الكبير في الإمكانات العسكرية.
وقد انتشرت صورة للعقيد دقسة، وهو يشرف على تهجير المدنيين من المنطقة إلى أماكن أخرى في القطاع، وفقًا لما ذكره «التلفزيون العربي».
ويعتبر قائد «لواء المدرعات 401» القتيل أحد أعلى الرتب العسكرية بجيش الاحتلال التي قُتلت في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م.
وأشار نشطاء إلى أن هذه العملية تُعد من أقوى المفاجآت في الحرب، حيث قام شاب مقاوم حافي القدمين، جائع ومحاصر، بالتنقل بين الجثث والصواريخ في جباليا، ليزرع عبوة ناسفة تودي بحياة العقيد دقسة.
وحصل العقيد دقسة على وسام تقدير من قائد الجيش على جهوده في حرب لبنان الثانية، ويُعتبر أعلى ضابط درزي قُتل في الحرب، وأعلى رتبة قُتلت خلال العمليات البرية، وهو واحد من 4 ضباط برتبة عقيد قُتلوا منذ بداية التصعيد، تولى دقسة قيادة «اللواء 401» في نهاية يونيو الماضي، وتوعد بتحقيق النصر في غزة، متباهياً أمام صور مباني غزة المدمرة، وشارك في الاعتداءات على المدنيين الفلسطينيين.
العقيد إحسان دقسة، قائد لواء 401، حصل على وسام تقدير من قائد الجيش على جهوده في حرب لبنان الثانية، وهو أعلى ضابط درزي قُتل في الحرب، وأعلى رتبة قُتلت خلال الحرب البرية.
يُعتبر واحدًا من بين أربعة ضباط برتبة عقيد قُتلوا منذ بداية السابع من أكتوبر.تولى قيادة لواء 401 بالجيش… pic.twitter.com/Np4IUVfkRK
— Tamer | تامر (@tamerqdh) October 20, 2024
«اللواء 401» هو لواء مدرع يتبع «الفرقة 162» في جيش الاحتلال، ويُشغل دبابات «ميركافا 4» و«ميركافا بارك»، التي تُعتبر من أحدث الدبابات وأكثرها تطورًا لدى الجيش، ويتكون اللواء من 4 كتائب، هي: 9 و46 و52 و601، وقد شارك في الاجتياحات البرية على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ 17 أكتوبر 2023م.
وفي يوليو الماضي، تمّت مراسم تولي قائد اللواء الجديد منصبه داخل مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في رسالة تحد للفصائل الفلسطينية، ومحاولة لاستعراض القوة.
علق الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي على الحدث، مشيرًا إلى أن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية في مخيم جباليا يعد إعجازًا عملياتيًا وعبقرية لافتة.
واعتبر الصمادي أن نجاح المقاومة في مواجهة جيش الاحتلال، رغم الفارق الكبير في الإمكانات العسكرية، يمثل انتصارًا تكتيكيًا استثنائيًا.
وأوضح الصمادي أن المعركة في جباليا تُخاض تحت ظروف قاسية، حيث يواجه المقاتلون الفلسطينيون ألوية مدرعة مثل اللواء 401 و460، بالإضافة إلى لواء غفعاتي المدعوم بجوٍّ من المساندة الجوية والمدفعية المكثفة، وطائرات الاستطلاع الحديثة، وفقًا لقناة «الجزيرة».
أما الخبير العسكري أحمد رحال، فقد أوضح لقناة «الجزيرة» أن العملية التي تمت في جباليا ليست كمينًا عاديًا، بل تتطلب تحضيرًا ورصدًا واستطلاعًا دقيقًا.
وأضاف أن هذا النوع من العمليات يعكس إرادة القتال التي يتحلى بها المقاتل الفلسطيني، ويظهر قدرة منظومة القيادة والسيطرة على اتخاذ القرار وتحديد مواقع الاستهداف، مع ثبات منظومة الاتصال بين المقاتلين، وعلى وجود المقاتلين الفلسطينيين في كل مكان، وأن كل ما يدعيه جيش الاحتلال من سيطرة غير صحيح.
كما أشار الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد عبر حسابه على منصة «إكس» إلى أن مقتل قائد «اللواء 401» المدرع على يد كتيبة الشهيد عماد عقل، وهي واحدة من الكتائب الثلاث التي يعتقد العدو أنه جرى تفكيكها.