ندد المراقب العام لإخوان سورية د. محمد رياض الشقفة (أبو حازم) بمؤتمرات جنيف، ووصفها بالعبثية التي لا طائل من ورائها
مفاوضات جنيف ضرب من العبث ولابد من رحيل “الأسد”
الثورة السورية متماسكة بفضل تضحيات السوريين والتطوير الذاتي
إخوان سورية يولون الشباب اهتماماً كبيراً
أياد كثيرة تحاول عرقلة السوريين في ثورتهم
ندد المراقب العام لإخوان سورية د. محمد رياض الشقفة (أبو حازم) بمؤتمرات جنيف، ووصفها بالعبثية التي لا طائل من ورائها، وشدد فضيلته في حواره مع “المجتمع” على ضرورة رحيل نظام “الأسد”؛ لإيجاد حل سياسي ينهي مأساة الشعب السوري التي دخلت عامها الرابع.
وهذا نص الحوار:
• كيف ترون مسيرة الثورة السورية في ظل ما تعانيه من إجرام نظام “الأسد” من جهة، ومن تشتت المعارضة السياسية من جهة أخرى، ومن تقاتل الفصائل المسلحة فيما بينها من جهة ثالثة؟
– الثورة السورية متماسكة، وستظل متماسكة بفضل تضحيات السوريين بالدماء والأشلاء، وبفضل التطوير الذاتي الذي تقوم به والمراجعات المستمرة، كل ذلك في إطار أهداف سامية يتبناها السوريون ويتمنونها لبلدهم وشعبهم ومستقبلهم، وهذا لا يعني أنه لا يعترض مسير السوريين إلى الحرية كثير من المشكلات، لعل أبرزها أنهم يواجهون نظاماً قمعياً لم يعرف التاريخ الحديث أشد إجراماً منه، وعجزاً من المجتمع الدولي الذي خذل السوريين في محطات كثيرة، لعل آخرها ما يحدث الآن في أروقة “جنيف 2”.
ولا يخفي عليكم أن كثيراً من الأيادي ذات الأغراض والأجندات الخاصة تدخلت في الشأن السوري وحاولت عرقلة السوريين في ثورتهم واحتواء هذه الجهود والتضحيات الكبيرة وتوجيهها إلى مكاسب خاصة، إلا أننا نعتقد اعتقاداً يقينياً بأن تماسك الثورة والثوار سيصل بنا إلى النصر القريب إن شاء الله.
• يؤخذ على الجماعة أنها منفصلة بتحركاتها الفعلية عن الإعلام، حيث يغيب كثير من حراكها السياسي والعسكري عن الإعلام، لماذا لا تتعامل الجماعة مع الإعلام بشفافية تامة ليتسنى للناس أن يطلعوا على ما تقوم به، وأن يقيّموا هذا الحراك؟
– نحن جزء من المنظومة السورية المعارضة بكل تفاصيلها السياسية والعسكرية، ممثلونا في الائتلاف والمجلس الوطني يتحركون ضمن هذين الإطارين، وفي مقابل ذلك لنا أذرع إعلامية تغطي كل نشاطاتنا السياسية؛ منها الموقع الإلكتروني للجماعة، ومنها صحيفة “العهد”، ومنها وسائل التواصل الحديثة، بالإضافة إلى أننا منفتحون على الإعلام بمختلف توجهاته؛ ويجري أعضاء الجماعة وقياداتها مقابلات شبه دورية في وسائل إعلامية مختلفة.
ولا ننفي شعورنا بالأسى لعزوف عدد من وسائل الإعلام عن استضافة أعضاء الجماعة، وذلك لحسابات وأجندات خاصة، ولمن يريد أن يطلع على رأينا وتحركاتنا سيجدها حتماً في وسائلنا الإعلامية المعروفة.
• على الصعيد السياسي؛ المعارضة السياسية السورية تعيش حالة من التيه، لأسباب متعددة، كيف للمعارضة أن تلتئم بعد هذه الخلافات العميقة؟ وما الدور الذي يجب أن تقوم به جماعة الإخوان المسلمين لردم الهوة بين صفوف المعارضة؟
– حالة “التشرذم” التي تعانيها المعارضة حقيقة ضخّمها الغرب والمجتمع الدولي ليعلّق كل فشله وعجزه عن إنقاذ السوريين على شمّاعة المعارضة وعدم قدرتها على التوحد.
لا ننفي أن خلافات في صفوف المعارضة تنشأ بين الفينة والأخرى، يتم تجاوزها على الغالب بحكمة ووعي السوريين بقضيتهم وبما تحتاجه من التئام بين الصفوف.
كان لنا في مراحل مختلفة دور واضح وعلني في حل كثير من الإشكالات، ليس آخرها تشكيلنا للجنة لرأب الصّدع بين الفريقين المختلفين في الائتلاف بعد الانتخابات الأخيرة، ونعتقد أنها أثمرت إلى حد ما، ولا نفتأ نجلس مع جميع أطراف المعارضة السورية للحوار ولخلق جو صحي قادر على أن يواجه أعباء هذه المرحلة الصعبة.
• هناك حديث في هذه الأيام عن “جنيف3″، ما سبب إصرار المجتمع الدولي على المفاوضات؟ وما آفاق هذه المفاوضات؟
– قلنا سابقاً ومنذ شهور وكررنا ذلك في بياننا الأخير قبل انعقاد مؤتمر جنيف بأيام: إن المفاوضات ضرب من العبث ولن تكون ذات جدوى، بسبب تعنّت النظام وإصراره على خياره العسكري وادعاءاته الكاذبة برغبته في الحل السياسي التي كذّبها الواقع العملي، فخلال الجولة الأولى من مفاوضات “جنيف 2” سقطت على رؤوس السوريين مئات البراميل في حلب والتي أودت بألفي شهيد من المدنيين؛ ثلثاهم من الأطفال والنساء.
وكنا قد قلنا: لو أن المجتمع الدولي صادق في حل الأزمة السورية لطبّق بنود “جنيف 1” قبل أن نصل إلى “جنيف 2″، وقد أثبتت جولتا المفاوضات في مؤتمر “جنيف 2” عدم جدية المجتمع الدولي في الحل، وقد رأينا كيف حرك هذا المجتمع عدداً كبيراً من البواخر لنقل السلاح الكيميائي وتدميره، إلا أنّه لم يحرّك ساكناً لوقف سيل دماء الأطفال والنساء أو للتحرك بصدق من أجل إنهاء معاناة مئات وآلاف الجائعين في حمص وغوطة دمشق ومخيم اليرموك وعشرات البلدات والمدن الأخرى التي تعاني جوعاً مدقعاً وحاجة ملحة.
نحن نذكر بصورة جيدة مقولة وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” بكل صلافة بأن “الإرهاب مشكلة لا تقل حدة عن الأزمة الإنسانية”.
• يقول كثير من المتابعين لحراك الجماعة: إن الجماعة شاخت بفكرها وبشخوصها، وإنها لم تعد قادرة على المضي أكثر من ذلك، وإنها ربما معرضة لاستقالات على غرار الجماعة في مصر بعد ثورة 25 يناير، حيث انفض عنها عنصر الشباب الذين شكلوا لأنفسهم تيارات خاصة بهم، أو أنهم انضموا إلى أحزاب وحراكات موجودة على الساحة، حيث لم تعد الجماعة بما هي عليه قادرة على أن تجيب عن أسئلتهم المتعلقة بالتحديات الكثيرة التي تواجهها المنطقة. ما رأيكم؟
– على العكس، هذه الفترة شهدت أخصب فترات الجماعة من ناحية عودة الشباب وإشراكهم في الحياة السياسية والعملية في أوساط الجماعة على كل المستويات.
الشباب في الجماعة يرأسون عدداً من المكاتب الفاعلة، ومنها المكتب الإعلامي، ومكتب الشباب، ومكتب التدريب والتطوير، ولا يخلو مكتب أو إدارة من إدارات الجماعة أو مؤسسة من مؤسساتها من عنصر الشباب، الذين يشكلون الغالبية العظمى من جسم الجماعة.
وقد عقدت الجماعة مؤتمراً للشباب حضره نحو 500 شاب وشابة من داخل وخارج سورية، كان له كبير الأثر في إغناء الجماعة ونشاطاتها.