التعاون على الخير والبر والتقوى هو السمة العامة للمسلمين، وفي وطنهم على وجه الخصوص
التعاون على الخير والبر والتقوى هو السمة العامة للمسلمين، وفي وطنهم على جه الخصوص؛ {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } (المائدة:2).
فالتعاون المبني على الاحترام والطاعة بين المسلمين وولي أمرهم، عماده في ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ} (النساء:59).
وولي الأمر يتعاون مع رعيته؛ «بفعل ما ينفعهم في الدين والدنيا ولو كرهه من كرهه، ولكن ينبغي له أن يرفق فيهم فيما يكرهونه» (عبدالكريم زيدان، أصول الدعوة).
وبالتعاون تتحقق مصالح العباد التي جاءت الشريعة بحفظها وتحقيقها للفرد والمجتمع والوطن والأمة؛ {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} (النساء:114).
والإيمان الصحيح يتحقق بالتعاون بين المسلم وأخيه عندما يحب المسلم لأخيه ما يحبه لنفسه؛ فيسعى لتحقيق الخير للغير نفعاً ومصلحة وستراً وتفريج كرب وقضاء حاجة وتيسير عسير.
«لا يستر عبدٌ عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة» (رواه مسلم)، «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (متفق عليه)، «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» (متفق عليه)، «من يسَّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة» (رواه مسلم).
بهذا التعاون تُبنى الأوطان، وينتشر العمران، وتشيع التنمية والمحبة والأمان، وتسمو النفوس بالقيم والإيمان، ويندحر الشيطان، ويتراجع الفسوق والخراب والعصيان.
والحمد لله رب العالمين.