أخفق حزب “النور”، صاحب التوجه السلفي، في الفوز بأي مقعد، في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية، التي تعلن نتائجها رسمياً الأربعاء أو الخميس، فيما يخوض ما بين 22 إلى 25 مرشحاً للحزب جولة الإعادة، وسط توقعات باتجاهه إلى خسارة ساحقة، حتى إن مرشحيه الراسبين على المقاعد الفردية جاؤوا في ترتيب متأخر، نتيجة الأرقام المتدنية التي حصلوا عليها.
وحتى مساء الثلاثاء، لم يعلن الحزب فوز أي مرشح له في أي دائرة، ضمن محافظات المرحلة الأولى (14 محافظة)، كما لم يُعلن فوز قائمة الحزب في أي محافظة، بل مُني مرشحوه بهزيمة غير مسبوقة، حتى في معاقل الحزب ذاته، سواء الإسكندرية أو مرسي مطروح، فضلاً عن أنه خرج “صفر اليدين”، بلا إعادة، في خمس محافظات هي (سوهاج، وأسوان، والأقصر، والمنيا، والجيزة).
ولم يعقد الحزب أي مؤتمر صحفي يوضح فيه نتائجه في الانتخابات حتى الآن، كما أنه لم يقدم أي احتجاجات أو طعون على الانتخابات، ولم يشك حتى من أي تزوير أو تلاعب في النتائج.
وقال المحامي الكويتي محمد الحميدي في حسابه عبر موقع التدوين المصغر “تويتر”: في الانتخابات المصرية حزب النور السلفي القريب من الحاكم حصل على نتيجة صفر٪ خالياً من الكراسي، ذهب مع الريح ولن تتذكرة إلا مزبلة التاريخ، وقال المحامي والقانوني الكويتي محمد الدلال: كما تدين تدان.. حزب النور السلفي في مصر أيد الظلم والانقلاب ففقد مصداقيته وانقلب عليه الشعب.
فيما قال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي: عزوف الناخب المصري عن المشاركة في الانتخابات بقرار ذاتي رسالة مهمة لمصر وأصدقائها، تستدعي إعادة النظر في كامل المسار قبل أن يتأخر الوقت، مشيراً إلى أن خروج حزب النور السلفي من السياسة بمصر خبر جيد، اضروا بديموقراطيتها قصيرة الأجل بإثارة قضية الهوية، وشوهوا الإسلام السياسي والسلفية معاً، مبيناً أنه لن يأسى معارض ولا موالٍ على خروج حزب النور من السياسة، الجميع يحتفل، ولن تقوم له قائمة عندما تعود الديموقراطية، ضيع الحاضر والمستقبل معاً.
ومن ناحيته، قال الباحث في الشأن الإسلامي علاء بيومي: خسائر حزب النور الجماهيرية والسياسية مفيدة في تحول مصر نحو الديمقراطية على المدى البعيد.. النور لم يؤمن بالديمقراطية بقدر ما حرص على إرضاء النظام والمشاركة فيه ولو على حساب الديمقراطية التي يقف موقفاً سلبياً منها، يساهم في تشويهها في عقول الناس، النور حريص على الانتخابات والمشاركة في النظام الاستبدادي أكثر من حرصه على الديمقراطية نفسها.
وأضاف بيومي أن حزب النور لعب باقتدار دولة الشماعة المفزعة التي يستخدمها العلمانيون المتشددون وأنصار الاستبداد في تخويف الناس من الديمقراطية؛ لأنها ستأتي بحزب النور، ولعل هزيمته دليل على قنوط الناس منه ومن كل حلفاء الاستبداد، فرغم كل شيء استمر النور في أجندته الهوياتية الصدامية مع الأقليات ومع الديمقراطية نفسها، مما ساهم بشكل مستمر في تعميق الاستقطاب الأيديولوجي، ولعل هزيمة النور مفيدة على هذا المستوى الثالث أيضاً.
قال مؤسس ائتلاف صوت الحكمة هشام عبدالوارث: لست بشامت في حزب النور، لكن أتعجب كيف كانوا لا يفهمون الواقع لهذه الدرجة.