قال الكاتب والناشط الحقوقي عبدالله كوكيار: إن سياسة تغيير الحقائق التاريخية وطمس الهوية والثقافة والحضارة التركستانية التي تنتهجها السلطات الصينية عبر الإعلام الصيني ليست حديثة العهد، بل هي قديمة، مضيفاً أن ظهور هذه السياسة العنصرية في الإعلام العربي والإسلامي الذي يدعي الحيادية والاستقلالية والصدق بدأت منذ أن انفتحت الصين على الخارج في ثمانينيات القرن العشرين.
وبرأي كوكيار، فإن الاحتلال والاستبداد هما استيلاء دولة على ممتلكات دولة وتقاليدها وتاريخها، ومحاولة تغيير ثقافة الدولة المغلوبة وتقاليدها وتاريخها ما استطاع المحتل إلى ذلك سبيلاً، مبيناً أن تلك السياسة أثرت تأثيراً قوياً في سياسة الدول العربية والإسلامية.
ادعاءات مزيفة
يشير كوكيار إلى وسائل وأساليب السلطات الصينية في تزييف وتشويه تاريخ تركستان الشرقية عبر وسائل الإعلام العربي بصفة خاصة، عبر الإلمام بمقالات جيوغروسياسية التي وصفها بـ”الكاذبة”، ونشرت في جريدة “الرياض” باسم “السفير الصيني في الرياض”، فمن سلسلة المقالات المتتالية هذه المقالة تحت عنوان “شنجانج.. تغيرات جذرية على صعيد التنمية”، مشيراً إلى أنها تظهر زيف ادعاءاتهم بأن تركستان الشرقية كانت جزءاً من الأرض الصينية منذ القدم بعد أن احتلتها الصين عام 60 قبل الميلاد، مضيفاً أن كاتب المقال كتب بلا أسس تاريخية، موضحاً أنه من المنطقي أن ينشر الإعلام الشيوعي مثل هذه المقالات الزائفة، فليس من العسير على الصينيين أن يشوهوا تاريخ شعب تركستان الشرقية والتبت ومنغوليا التي احتلوها عام 1949م ليبرروا وجودهم رغم أنف تلك الشعوب، لأن الإعلام في الصين ليس حراً، بل أداة ومطية في يد السلطات الصينية.
أما ظهور سياسة تغيير الحقائق التاريخية وطمس الهوية والثقافة والحضارة التركستانية التي تنتهجها السلطات الصينية في وسائل الإعلام العربي والإسلامي، فأشار إلى أنه غير مقبول لا من الناحية الأخلاقية ولا من الأمانة المهنية التي تحتم على الإعلاميين أن يتحروا الصدق في أخبارهم وينقلوا الحقيقة.
وتعجب من إهمال أو تعمد المسؤولين الذين يراقبون الإعلام ويشرفون عليه السماح بنشر مثل هذه الأكاذيب في جرائدهم، ويسمحون لإملاءات الصين واستخدام مجالهم الإعلامي لنشر سياسة تغيير الحقائق التاريخية وطمس الهوية والثقافة والحضارة التركستانية، وفي نفس الوقت أستبعد أن يمثل هؤلاء الإعلاميين عموم الإعلاميين السعوديين.
وتساءل: أمَا كنا إخوة في الإسلام؟ أم أن هؤلاء خرجوا عن نهج الملك عبدالعزيز يرحمه الله الذي لم ينسَ واجبه الديني والإنساني طوال حياته تجاه إخوانه المستضعفين التركستانيين ووصى أبناءه فتح أبواب المملكة أمام اللاجئين التركستانيين، كما دعا لعقد المؤتمرات حول قضية تركستان الشرقية في مدينة الطائف، واستقبل قيادات من تركستان في قصره ومن بعده الملك فيصل يرحمه الله.
ولكن للأسف جاء اليوم رجال إعلام أضاعوا مجد أجدادهم الذين دافعوا عن العرب العروبة والقضايا الإسلامية، واتبعوا شهواتهم لكسب المال والجاه والسلطة، ونسوا أن هناك أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود يحاسبون كل من يخرج عن نهج أبائهم ومجدهم، هذا حال من قاموا بإفساح المجال أمام سفراء القهر والاستبداد لتشويه الحقائق وتسويقها لعامة المسلمين في أرض الحرمين، بحسب قوله.