أصبحت منطقة باب العامود في القدس أحد اهم أبواب البلدة القديمة والمؤدية للمسجد الأقصى من اكثر المناطق سخونة وخطرا على المارين ذهابا وايابا.
الشريط المصور لاعدام الشاب محمد ابو خلف بعشرات الرصاصات من قبل جنود الاحتلال صباح الجمعة الماضي منظر تعود عليه من يعمل في هذه المنطقة التاريخية والمهمة.
صاحب مؤسسة “الشيخ للصرافة” والتي تقع على مدخل باب العامود وتم اعدام الشاب الشهيد محمد ابو خلف على بعد عشرين مترا منها يقول لـ”المجتمع” في اتصال هاتفي: “نحن لا نستطيع الحديث للصحافة عن احوالنا لان المراقبة لكل ما يصدر عنا يتبعها عقاب من قبل الشرطة “الاسرائيلية” ولكن يمكن القول ان منطقة باب العامود اصبحت مهجورة من المقدسيين والزوار بسبب سياسة التفتيشات المذلة، واصبح كل مقدسي بالذات يفكر عشرات المرات قبل ان ياتي الى منطقة باب العامود، لان كل شاب او مواطن سيتعرض حتما للتفتيش الجسدي“.
اما التاجر في سوق البلدة القديمة محمد ابو غزالة قال عن منطقة باب العامود في انتفاضة القدس: “يمكن وصف هذه المنطقة بالمنطقة الامنية المغلقة، وهذا القرار يعني استهداف كل من يمر من المكان بالقتل المتعمد، وهذا الحال جفف منابع البلدة القديمة كون منطقة باب العامود الشريان الاساسي للبلدة القديمة ونحن داخل البلدة القديمة اصبحنا بلا عمل جراء الاجراءات الامنية“.
وقال فادي الهدمي مدير الغرفة التجارية في لقاء معه: “اجراءات الاحتلال في منطقة باب العامود جزء من حرب على الحياة الاقتصادية في البلدة القديمة بشكل خاص، والعديد من التجار ساءت احوالهم بعد هذه الاجراءات، ولم يعد التاجر المقدسي يقاوم المعيقات بسبب ما يفرض عليه من ضرائب وغرامات، فالحياة الاقتصادية في القدس وخصوصا البلدة القديمة ضمن قبضة افراد الشرطة واجراءات البلدية الانتقامية“.
المصور الصحفي المقدسي خالد زغاري قال لـ”المجتمع”: “حتى العمل الصحفي داخل منطقة باب العامود اصبح خطيرا وما شاهدناه من استهداف لطاقم قناة الجزيرة خير دليل على ذلك اثناء اعدام الشهيد محمد ابو خلف، فكل صحفي يوثق العمليات الانتقامية وسياسة التفتيش الجسدي المذلة هو في تفكير الجنود هدف مستهدف، وخلال عملنا الصحفي في منطقة باب العامود نتخذ اجراءات شخصية لحماية انفسنا، فمن السهل توجيه تهمة لك تبريرا للقتل من قبل الجنود، لذا اصبح الكثير من الصحفيين لا يتوجه الى منطقة باب العامود لخطورتها ، وهذا ما يريده الاحتلال غياب الصحافة حتى لا يتم توثيق الجرائم في هذا الشريان الذي يغذي البلدة القديمة التي يقطنها 33 الف مقدسي وتضم المسجد الاقصى وكنيسة القيامة وعدد من المساجد التاريخية“.