حظرت المؤسسة الوطنية الإيرانية لألعاب الكمبيوتر، توزيع لعبة فيديو تحمل اسم “ثورة 1979: يوم الجمعة الأسود”؛ والتي تتناول موضوع الثورة الإسلامية، وعلى وجه الخصوص تعرض لعبة الفيديو لقطات حول الحلقة الدموية التي سبقت سقوط الشاه، عندما أطلق الجيش النار على الآلاف من الناس، الذين تظاهروا في طهران للتعبير عن معارضتهم للحكم الملكي.
وعلى الرغم من أن اللعبة تركز على الحلقة الدموية التي أعدّها نظام الشاه، فإن السلطات الثورية تعتبر أن محتوياتها تقوض أمن السكان، وأمرت بسحب أشرطة لعبة الفيديو من المحلات، كما قامت السلطات بفرض رقابة صارمة لمنع بيع هذه اللعبة على الإنترنت عبر بوابة “ستريم” أو “جود أولد غايم”.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن “ثورة 1979: يوم الجمعة الأسود”، تذكّر بالمجزرة التي وقعت في 8 سبتمبر 1978م في إيران، عندما قامت قوات الشاه العسكرية بإطلاق النار على الآلاف من الأشخاص الذين تجمعوا في ميدان “جاليه” بالعاصمة طهران، في تظاهرة دينية تهدف إلى التعبير عن رفضهم للنظام الامبراطوري، الذي كان يحكم البلاد، ولكن بعد بضعة أشهر، تمت الإطاحة بالنظام الملكي؛ مما أدى إلى قيام الجمهورية الإسلامية.
وقد تعرفنا على أحداث، يوم “الجمعة الأسود” الذي عرفته طهران منذ 38 عاماً، من خلال الصحفي المصور رضا شيراز، الذي يتمثل دوره في هذه اللعبة في إنقاذ الأرواح وسط اندلاع الثورة الإسلامية.
وعلى الرغم من أن اللعبة تقص بأسلوب وثائقي نهاية آخر ملوك الفرس؛ فإن المؤسسة الوطنية الإيرانية لألعاب الكمبيوتر اعتبرتها “معادية لإيران”، وحظرت استمرار توزيعها.
ولدعم قراره، قال مدير المؤسسة، حسن كريمي: إن ألعاب الفيديو المماثلة لهذا النوع، تسمم عقول وأرواح الشباب وغيرهم من خلال الترويج لمعلومات كاذبة وتشويه صورة بلدهم.
كما أنها ليست المرة الأولى التي تحظر فيها هذه المؤسسة لعبة فيديو؛ ففي عام 2011م أمر هذا الجهاز بإزالة لعبة فيديو “ساحة المعركة 3″، والتي تعرض مشاهد غزو القوات الأمريكية لطهران عبر جبال البرز.
وهكذا، منذ إطلاق “ثورة 1979: يوم الجمعة الأسود” في شهر أبريل، أغلقت السلطات الإيرانية أكثر من 50 موقعاً يوفر روابط هذه اللعبة، ولكن رغم الجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، لمراقبة المنشورات والروابط وإزالة البوابات التي تقدم محتوى غير مناسب؛ إلا أن هناك العديد من التجاوزات، كما أنه في غالب الأحيان يتمكن الشباب من تجاوز الحصار الإلكتروني ويتمكنون من الوصول على المواقع المحظورة.
وتجدر الإشارة إلى أن صاحب فكرة هذه اللعبة، يعرف بخبرته في هذا المجال؛ فقد ولد نافيد خوساري في إيران لكنه يعيش في كندا، وأنتج من قبل ألعاب فيديو أخرى حققت شهرة كبيرة في إيران؛ مثل “سرقة السيارات الكبرى” أو “ماكس باين”.
وبعد أنباء عن وقف بيع اللعبة في إيران، أكد خوساري أنه يعمل على إصدار نظام يمنع الرقابة الداخلية لأجهزة أبل.
وفي حديثه لموقع “المونيتور”، قال خوساري: إنه يجب أن تصل هذه اللعبة إلى أيدي جميع الإيرانيين ليتمكنوا من معرفة مختلف الروايات حول هذا المشهد التاريخي.
وقد بلغت المراقبة المشددة على الإنترنت أوجها، خاصة منذ فوز الإصلاحيين في الانتخابات الأخيرة خلال شهر فبراير، كما أنه قبل أسابيع، أطلق الحرس الثوري حملة ضد النماذج التي تم عرضها على شبكة الإنترنت دون الحجاب الإسلامي، وفضلاً عن ذلك، قامت السلطات الإيرانية مؤخراً بمعاقبة لاعب كرة قدم بسبب ظهوره على شبكة الإنترنت وهو يرتدي ملابس تتعارض مع “ضوابط” الجمهورية الإسلامية.
كما يبدو أن القمع التكنولوجي سيكون على رأس جدول أعمال سلطات المحافظة المتطرفة التي تهدف، بالإضافة إلى قمع السكان، إلى تشويه صورة الرئيس روحاني في وقت مبكر من الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر عقدها خلال يونيو 2017م.
المصدر:
http://www.elmundo.es/internacional/2016/06/18/57657325468aebae6c8b45cc.html