مع اقتراب ذكرى انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر، تستمر عمليات الطعن في القدس المحتلة، في قلب المدينة المحتلة في البلدة القديمة.
رئيس دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو أصدر أمراً بزيادة أعداد قوات الشرطة والجيش في القدس مع اقتراب الأعياد اليهودية، واستمرار العمليات الفدائية في استهداف المستوطنين وأفراد الشرطة المدججين بالسلاح.
المحلل السياسي المقدسي ناصر الهدمي قال لـ”المجتمع”: الاحتلال يتخبط في مدينة القدس، الذي يسعى لأن تكون منطقة هادئة، فعمليات الطعن جعلت “الإسرائيلي” يبحث عن أمنه في عاصمته المزعومة، وهنا يكون أثر هذه العمليات من الناحية النفسية على “الإسرائيليين”، وهذا إرباك كبير للدولة العبرية التي تزعم دائماً أن الأوضاع تحت السيطرة، والواقع الميداني يدحض هذه الرواية المفبركة.
قرابة 200 ألف فلسطيني يعيشون في أحياء القدس العربية منهم 33 ألفاً في البلدة القديمة، ويعاملون معاملة عنصرية من قبل حكومة الاحتلال والبلدية التي يتزعمها العنصري نير بركات الذي يسعى إلى تطهير المدينة المقدسة من العرب.
وقال الباحث المقدسي محمد القاسم: المقدسيون يعيشون تحت ضغوط تمارسها دولة الاحتلال، وأهم هذه الضغوط الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى ومحاولة تدنيسه من قبل جماعات الهيكل، واستفزازات الحاخام إيهودا غليك الذي يتجول في ساحات المسجد الأقصى وأبوابه ويؤدي صلواته التلمودية، لذا فعمليات الطعن هي نتاج طبيعي للحالة الميدانية في مدينة القدس والإهانات اليومية لكل الفلسطينيين.
وأضاف: تحاول حكومة الاحتلال فرض الحل الأمني على مدينة القدس، واستهداف كل ما هو عربي، وهذه السياسة العنصرية فشلت في السابق وستفشل في قادم الأيام؛ لأن المقدسي لا يستسلم لسياسة الاحتلال، فالشهيد معتز حجازي استهدف إيهودا غليك من مسافة الصفر، وكذلك الشهيد محمد عليان وغيرهم من شهداء القدس، فالحل الأمني يزيد الدافعية لعمليات فدائية، وهذا ما يخشاه الاحتلال، فمدينة القدس على مدار الساعة تشبه الثكنة العسكرية، ومع ذلك فالأمن مفقود.
الشارع المقدسي يرى في استمرار عمليات الطعن، بأنها نتاج المعاملة العنصرية المقيتة، والتعامل مع المقدسي على أنه جسم غريب يجب استئصاله.
التاجر سعيد أبو غزالة في البلدة القديمة قال لـ”المجتمع”: نحن نعيش في ظروف لا يتحملها الصخر، وشباب القدس يتعرضون للإهانة في كل مواقع تواجدهم، لذا فمن الطبيعي أن يكون الرد الطعن، والاحتلال يخاف من المقدسيين في ذكرى انتفاضة القدس الأولى، وما جرى في باب العامود من إعدام للشاب الأردني وفي باب الأسباط من إصابة جنديين بجراح خطيرة، هو مسلسل لن يتوقف في مدينة القدس المحتلة، فالمسببات قائمة والاحتلال يتمادى في إجراءاته ضد المقدسيين والمقدسات.
الصحافة العبرية علقت على حادثة باب الأسباط وإصابة مجندة بجراح خطيرة وأخر بالقول: رجال الأمن يفتقدون الأمن فكيف بـ”الإسرائيلي” المدني الذي يسير في طرقات القدس، سيكون هدفاً سهلاً لمنفذي عمليات الطعن.