قرية أم الحيران التي لمع اسمها في الآونة الأخيرة، بسبب حملة الهدم المسعورة لمنازلها، تدفع فاتورة موقعها بالقرب من مستوطنة للمتدينين تحمل اسم القرية “حيرون” نسبة إلى أم الحيران، وتتوسع هذه المستوطنة العنصرية نحو أم الحيران لإزالتها.
فجر الأربعاء الثامن عشر من الشهر الجاري كان أهالي القرية في دائرة الاستهداف من قبل المئات من أفراد الشرطة الصهيونية، ونتيجة الهجوم على القرية استشهد المربي يعقوب أبو القيعان وهو ذاهب لصلاة الفجر وقتل شرطي صهيوني.
يقول حسين أبو القيعان من اللجنة الشعبية لأم الحيران في لقاء معه: قرية أم الحيران هجرت إليها عشيرة أبو القيعان بعد النكبة بـ3 أعوام من منطقة راهط بفعل الهجمات اليهودية وقتها، واليوم التاريخ يعيد نفسه؛ يريدون منا أن نرحل عنها بعد أن أقمنا فيها طوال تلك الفترة من أجل مستوطنة حيرون التي يستوطن فيها غلاة المستوطنين.
عد سكان القرية يصل قرابة الـ400 مواطن يعملون في عدة مجالات، والقرية محرومة من أي خدمات، وفيها أكثر من 50 منزلاً، والشرطة وجهاز المخابرات يتتبعون نشاط اللجنة الشعبية فيها، ويحاولون التضييق عليهم أمنياً، لإحكام قبضة السيطرة على قرية أم الحيران.
يقول حسين أبو قيعان في لقاء معه: لن نكرر الرحيل الأول في بداية الخمسينيات، فشباب القرية مصممون على البقاء فيها أو إعادتهم إلى مسقط راسهم في راهط، حيث كانوا هناك قبل عملية التهجير.
ويضيف: الإغراءات وسياسة العصا والجزرة لا تتوقف بحق أهالي قرية أم الحيران، فتارة يعرضون علينا الرحيل إلى قرية الجورة المجاورة، ونحن نرفض هذا العرض، وتارة أخرى تكون سياسة الذبح والعصا كما حدث فجر اليوم الأربعاء.
ويصف ابن المنطقة قبل أن يرحل عنها في بداية الخمسينيات إلى مدينة كفر قاسم البرفيسور إبراهيم أبو جابر قرية أم الحيران بالقول: أم الحيران تمثل نكبة الشعب الفلسطيني الثالثة، فأهلها في مربع الاستهداف، وهناك نية لإزالتها بالكامل، فسياسة الاحتلال في الوقت الراهن تشمل شطب أي معلم تاريخي في منطقة النقب، فمقابل الترحيل للفلسطينيين هناك بناء مستوطنات جديدة لإعمار النقب على حساب أهله، وأم الحيران إذا نجحت سياسة الحكومة اليمينية فستكون المناطق الأخرى في انتظار نفس النهاية والنتيجة، وما يقوم به أهالي قرية أم الحيران من صمود وثبات وعدم رفع الراية البيضاء سيحمي باقي التجمعات البدوية التي تعتبرها الحكومة الاحتلالية قرى غير معترف فيها حسب معاييرهم العنصرية.
يعود حسين أبو القيعان للحديث عن وضع القرية المأساوي نتيجة عدم اعتراف الاحتلال بها: لا كهرباء قطرية ولا مدارس ولا مياه، ونعتمد على مولدات الكهرباء ونقل المياه في صهاريج، ويضطر أبناء القرية إلى السير عدة كيلومترات إلى قرية حورة من أجل الدراسة هناك، بينما مستوطنة حيرون فيها كل المرافق العامة وتسرق الاسم والموقع.