قالت شركة (كامكو للاستثمار) اليوم السبت ان عام 2016 هو “اكثر الاعوام تقلبا” التي مرت على اسواق النفط تزامنا مع بلوغ الاسعار ادنى مستوياتها خلال عقد نتيجة استمرار ضخ الانتاج بسرعة “خارقة” بهدف الاحتفاظ بالحصص السوقية.
واضافت (كامكو) في تقرير لها ان ابرز الضحايا هو المنتج مرتفع التكلفة لاسيما منتج النفط الصخري في امريكا وكندا مبينة ان معدل تراجع الانتاج نتيجة هبوط الاسعار كان اقل بكثير مما كان متوقعا نتيجة اطالة امد الآبار الصخرية القائمة وكبح انشطة الحفر الجديدة.
واوضحت ان خام (اوبك) انهى تداولات العام عند سعر 3ر53 دولار امريكي للبرميل في حين بلغ سعر خام (برنت) 55 دولارا ما يعد اعلى مستوى على مدار 18 شهرا بنمو سنوي بلغت نسبته 70 في المئة و50 في المئة على التوالي مضيفة ان معظم تلك الارتفاعات حدثت خلال النصف الثاني من 2016 وتحديدا في شهر ديسمبر.
وذكرت ان “المفاجأة الكبرى تمثلت في الالتزام بحصص تقليص الانتاج كما يتضح من التقارير المتواترة خلال يناير الجاري مع قيام السعودية والكويت بتقليص انتاجهما من النفط بأكثر من الكميات التي التزمتا بها.
وقال التقرير ان انتاج النفط السعودي تراجع الى ادنى مستوياته على مدى 22 شهرا وبلغ أقل من 10 ملايين برميل يوميا خلال يناير الجاري في حين تراجع الانتاج النفطي الكويتي الى 707ر2 مليون برميل يوميا حيث تصادفت اعمال صيانة ابار النفط مع اتفاقيات تقليص الانتاج.
واشار الى اعلان السعودية امكانية تمديد اتفاقية تقليص الانتاج بعد فترة الستة اشهر المتفق عليها متوقعا أن تتسارع وتيرة توازن السوق بدعم من الاتفاقية فضلا عن الطلب القوى في السوق.
واضاف ان هناك تهديدات ضمنية لسوق النفط تتثمل في قيام امريكا بضخ كميات كافية من النفط الصخري او عدم التزام بعض المنتجين بتقليل الكميات المتفق عليها.
واوضح ان وكالة الطاقة الدولية اعطت نظرة مناقضة حول اسواق النفط على المدى القصير في 2017 حيث ذكرت انه ” من المتوقع لاسعار النفط ان تتراجع في وقت لاحق من العام رغم اتفاقية تقليص الانتاج نظرا لتشجيع ارتفاع اسعار النفط لمنتجي النفط الصخري على ضخ المزيد من الانتاج”.
وافاد بان متوسط سعر خام (اوبك) ارتفع خلال ديسمبر 2016 بنسبة “هائلة” بلغت 20 في المئة حيث وصل الى مستوى 6ر51 دولار امريكي للبرميل الواحد وهو اعلى متوسط شهري له منذ يوليو 2015.
وذكر التقرير ان ارتفاع سعر الخام (الكويتي) كان اكبر من ذلك حيث صعد بنسبة 5ر21 في المئة وبلغ 1ر51 دولار امريكي للبرميل في حين سجل خام (برنت) ارتفاعا قدره 1ر19 في المئة وبلغ متوسط سعره 2ر53 دولار للبرميل خلال ديسمبر 2016.
وعلى صعيد الانتاج قال ان العام 2016 شهد زيادة بنحو 576 ألف برميل يوميا او ما نسبته 2 في المئة من انتاج الاعضاء الحاليين بمنظمة (اوبك) باستثناء اندونيسيا وشمول الغابون حيث بلغ 1ر33 مليون برميل يوميا في ديسمبر 2016.
ورأى ان الارتفاعات التي شهدها عام 2016 جاءت بدافع من زيادة انتاج إيران بأكثر من مليون برميل من النفط يوميا تبعتها ليبيا بزيادة بلغت 260 ألف برميل ثم السعودية بزيادة بلغت 230 الف برميل يوميا مقارنة بإنتاج 2015 في حين اضافت العراق والامارات 300 ألف برميل يوميا عام 2016 مقارنة بمعدلات انتاج العام 2015.
وذكر انه تمت مراجعة الطلب العالمي على النفط لعام 2016 ورفعه بمعدل 10 آلاف برميل يوميا مبينا انه “من المتوقع له ان يرتفع إلى 25ر1 مليون برميل يوميا ليصل في المتوسط إلى 4ر94 مليون برميل يوميا”.
وعزا هذا الارتفاع “الهامشي” الى زيادة الطلب على النفط اكثر مما كان متوقعا من قبل الدول الاوروبية واسيا والمحيط الهادي التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نظرا لارتفاع الطلب على المواد البتروكيماوية الاولية ومتطلبات وقود التدفئة بسبب برودة الطقس أكثر من المتوقع.
وحول جهة العرض افاد التقرير بأنه تمت مراجعة توقعات المعروض النفطي للدول غير الأعضاء في (اوبك) لعام 2016 ورفعها بمعدل 70 الف برميل يوميا مقارنة بالتقرير السابق حيث يتوقع ان يتراجع بواقع 71ر0 مليون برميل يوميا ليصل الى 1ر57 مليون برميل.
واضاف انه تم تخفيض توقعات المعروض النفطي للدول غير الاعضاء في (اوبك) للعام الجاري بمعدل 18ر0 مليون برميل يوميا حيث يتوقع له ان ينمو بمعدل 12ر0 مليون برميل يوميا بمتوسط 2ر57 مليون برميل.
واوضح ان المعروض الامريكي لعام 2017 تم رفعه بواقع 23ر0 مليون برميل يوميا نتيجة لزيادة عدد الحفارات وقوة التدفقات النقدية لمنتجي النفط مبينا ان تراجع المعروض الصيني قد يسهم في مساندة السوق ودعم الاسعار.