هل فينا أحد لا يعرف السر في وجود “البريك” في السيارة؟! وهل فينا أحد لم يفهم مبرر الجنرال مبارك الدويلة عندما مازح صديقه المخلص وليد الطبطبائي حين كتب معلقاً على حماسه في تأييد استجواب جديد واستجوابه الذي قدمه مع زملائه لم ينته بعد، والمجلس مازال في أسابيعه الأولى من دور الانعقاد الحالي وكأنها دعوة لمراجعة بعض مواقفه التي يراها الدويلة تصعيدية في غير أوانها.
ما من شك أن حالة من التفاؤل تسيدت الأجواء إبان إعلان نتائج انتخابات البرلمان؛ ذلك أنها تمثل الحد المعقول من طموحات الشرائح الاجتماعية والسياسية القادرة على تمثيل تطلعاتهم ومواجهة الاستحقاقات التي تصدرت برامجهم الانتخابية، والكل يدرك المخاض الذي مر وصولاً إلى هذه المرحلة.
شريحة واسعة من المتفائلين تدرك خصوصية المرحلة وحجم الملفات التي تنتظر، لذلك فإن تصاعد حدة الاشتباك بين الأطراف الوطنية والأطياف السياسية يثير فزع الكثير من الناصحين على “خض” مركب المجلس سواء كان هذا الإشفاق تقديرات حقيقية أو هواجس ظنية!
لكنها في كل الأحوال ستعجل بإظهار التباينات وصناعة الإثارات أحياناً لا بقصد حلها والوصول إلى منتهى علاجات الملفات بل الأقسى تعليقها واعتبارها سيفاً مصلتاً على الرقاب لإخضاع هذا الطرف أو ذاك لمعادلة “ارتهان الكروت المؤذية” بقصد الابتزاز إذا تراخت نية الإصلاح في الضمائر أو تعالت نداءات حي على الصندوق الانتخابي بدل حي على الفلاح، وإعمال الفرص المهدرة أو النجاة من التحديات المتراكمة.
وقفة مستحقة تتطلبها عيون أطفال هذا الوطن، ودعوة ملحة ترجوها همهمات كباره ومسنيه، لا تستسلموا لحماسكم ولا تندفعوا وراء غرائزكم، تريثوا في خطواتكم، فإن مصائر الآلاف معلقة في رقابكم، والأمل الذي انتعش في بداياتكم صار يرتعش كلما ارتفعت أصواتكم، تلك الجدة التي تراقبكم تفزع من صراخكم واستفزازاتكم لبعضكم تخشى من احتدامكم وهي لا تملك حيلة من منع صدامكم، فالبركة في المكث لا بالحث فقط، لذلك تفحصوا كوابح نزغاتكم وسددوا اندفاعاتكم نحو التكامل والتعاضد والتوافق، فوالله الخير كل الخير في تطاوعكم واجتماع كلمتكم.