قال آمر القوة الثالثة التابعة لحكومة الوفاق الوطني جمال التريكي: إن قواته لم تبلغ بأي هدنة في جنوب ليبيا لوقف الاشتباكات مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي استهدفت أمس الأحد منطقة الجفرة بضربات جوية.
ونفى التريكي، بحسب “الجزيرة”، ما يتردد عن ارتكاب قواته عمليات تصفية خارج القانون، معتبراً أن ما دار بين السراج، وحفتر في أبو ظبي لا يعني قواته في شيء.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من مقتل العشرات من قوات حفتر في هجوم مفاجئ على قاعدة براك الشاطئ الجوية الخميس الماضي.
وبحسب قوات حفتر، فإن ما يصل إلى 141 شخصاً قتلوا وبعضهم أعدم دون محاكمات وتعهد برد قوي، بينما ذكر مسؤولون طبيون ومحليون يوم الجمعة أن ما لا يقل عن 89 شخصاً لقوا حتفهم لكنه ليس العدد النهائي للقتلى.
ولم تتكشف بعد كل تفاصيل هذا الهجوم الذي وقع في قاعدة براك الشاطئ التي تبعد نحو 240 كيلومتراً إلى الجنوب من الجفرة، والذي قادته الكتيبة الثالثة عشرة التي تعمل تحت قيادة وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني المهدي البرغثي.
وعقب الهجوم أعلن رئيس حكومة الوفاق فائز السراج أنه أوقف البرغثي وآمر القوة الثالثة جمال التريكي إلى حين تحديد المسؤولين عن خرق الهدنة ووقف إطلاق النار.
وأدان السراج التصعيد العسكري في براك الشاطئ بـ”أشد العبارات” ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار ونفى إصدار أي تعليمات لوزارة الدفاع لشن الهجوم.
من جانبه، نفى البرغثي أن تكون لوزارته علاقة بمقتل العشرات في الاشتباكات بين القوة الثالثة وقوات حفتر في قاعدة براك الشاطئ، وحمّل القوات التي بدأت في قصف قاعدة تمنهنت ومدينة سبها مسؤولية ذلك، في إشارة إلى القوات الموالية لحفتر.
وفي تطورات ميدانية، استهدفت قوات خليفة حفتر أمس الأحد كتائب متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني في منطقة الجفرة بضربات جوية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن شاهد عيان في الجفرة قوله: إن الضربات الجوية التي شنها الجيش الوطني الليبي أوقعت خسائر بشرية، مضيفاً أن العدد الدقيق للقتلى والمصابين غير واضح.
وينذر هذا التصعيد بإعادة إشعال القتال في وسط ليبيا الصحراوي حيث تشتبك القوات المتحالفة مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومقرها شرق البلاد منذ العام الماضي مع خصوم لها متحالفين مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس التي تساندها الأمم المتحدة.
ويمثل الجانبان الفصيلين الرئيسين في صراع متقطع بين تحالفات متغيرة تتقاتل على السلطة في ليبيا منذ عام 2014م.