وصف التاجر مهند الرازم، قرب باب السلسلة، وضع التجار واستقبال عيد الفطر في القدس بمقولة “لا يوجد عيد”، معتبراً قيود الاحتلال الأمنية بالكارثية على وضع التجار والحالة الاقتصادية بشكل عام.
يقول الرازم لـ”المجتمع”: أستطيع القول: إنه لن يكون هناك عيد، فنحن في العادة نستقبل العيد في العشر الأواخر من رمضان، ويكون الاعتماد الرئيس على الوافدين إلى القدس من الضفة الغربية، واليوم بعد عملية باب العامود الإجراءات الأمنية شلت الحياة الاقتصادية، وكما ترى لا يوجد زبائن في الأسواق، فهي شبه فارغة.
وأضاف: أنا أعمل حارساً في المسجد الأقصى، وأمتلك محلاً تجارياً في شارع باب السلسلة، وأستطيع أن أصف لك الواقع بدقة متناهية، فالاحتلال في كل مرة في شهر رمضان يتذرع بأي حدث لحرمان أهل القدس وخصوصاً البلدة القديمة من أي استفادة من الوافدين في شهر رمضان، وهذا العام قبل العيد بأسبوع يمكن وصف الحركة بالمشلولة.
زينة جميلة
السير في أزقة البلدة القديمة التي تطل أزقتها على أبواب المسجد الأقصى، يرى الزائر زينة رمضان والعيد الجميلة، وينقص هذه الزينة كما يقول المقدسيون عدم تدخل الاحتلال في التنغيص عليهم.
قرب سوق اللحامين القريب من مدخل كنيسة القيامة يقول التاجر ماهر أبو غزالة: اقتراب حلول عيد الفطر، أصبح لا يعني لنا شيئاً، فالاحتلال قيَّد الدخول للمدينة المحاصرة بمعايير أمنية مشددة، وسحب 250 ألف تصريح لزيارة القدس حرم المقدسيين من مصدر رزق مهم، وقد قمنا بشراء بضاعة لاستقبال العيد، وها هي مكدسة بفعل الاحتلال الذي يتعمد ضربنا في القلب.
وأضاف: المجمعات التجارية “الإسرائيلية” دخلت على الخط في حصارنا، وأصبحت تعلن للمقدسيين ولأهل الداخل عن تنزيلات في كافة أنواع الملابس تصل إلى 50%، وهذا سيؤدي إلى ضرب ما تبقى من الزبائن، يقول التاجر أبو غزالة.
باب العامود والحصار
بالانتقال إلى منطقة باب العامود مروراً بشارع الواد الشهير، يمكن وصف الحالة الاقتصادية بالراكدة، فالاحتلال حاصر المنطقة التي تعتبر مركز مدينة القدس ومتنفس المقدسيين، فالحالة غير طبيعية، ويصف التاجر المقدسي خارج محله التجاري ينتظر من يطرق الباب ويدخل، ويظهر على وجوههم الإحباط، فالحالة أمنية بامتياز وأجواء العيد مفقودة.
يقول التاجر قرب باب العامود محمود الزغير، كنا نتوقع حالة نهوض اقتصادية ضخمة، فالجمعة الرمضانية الأولى والثانية والثالثة كانت مبشرة، ومنذ مساء الجمعة الرمضانية الثالثة وقت حدوث العملية سارع الاحتلال إلى اتخاذ إجراءات انتقامية حولت المنطقة إلى منطقة تسكنها الأشباح.
باب القطانين.. والزينة الخاصة
تجار باب القطانين بذلوا جهداً ضخماً في تزيين الباب المطل على قبة الصخرة المشرفة والمستهدف من قبل المستوطنين الذين يؤدون صلوات تلمودية في نهاية كل شهر عبري، ويتم إغلاق المحلات بشكل تعسقي من قبل الاحتلال.
يقول التاجر مراد الدجاني: سوق القطانين له بصمة دائمة في الزينة المميزة، وفي العام كانت الزينة التراثية حاضرة، والزبائن غائبة خصوصاً في الأيام الأخيرة، وننتظر الجمعة الرمضانية الأخيرة وهي فرصتنا الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأضاف: نحن في سوق القطانين نعاقب من قبل الاحتلال بشكل مضاعف كون سوق القطانين يطل مباشرة على قبة الصخرة المشرفة وقريب من مدخل حائط البراق، لذا فأوضاعنا لا نحسد عليها، وعدد من المحلات أغلقت أبوابها نتيجة الضرائب الباهظة على التجار.
تخريب الاقتصاد
يقول المحلل ناصر الهدمي في لقاء معه عن أوضاع المقدسيين قبل عيد الفطر واستقبالهم له: نحن في القدس نقع في دائرة العقاب الجماعي على مدار العام، فبلدية الاحتلال تعاقب التجار، وتحرر المخالفات الباهظة التي تصل إلى آلاف الشواكل، بينما التاجر اليهودي تمنح له كافة التسهيلات.
وأضاف: نحن نستقبل العيد في القدس بجملة من الأحزان التي جسدها الاحتلال، فالبلدة القديمة أصبح العيش فيها كمن يعيش في عش الدبابير؛ بهدف تفريغها، ومع ذلك فالمقدسي مواطناً وتاجراً يصر على إظهار الزينة في كافة أرجاء البلدة القديمة، فترى البيوت القديمة والأزقة والمحلات والأسواق مزينة بزينة تفوق في جمالها أي مدينة في العالم، حتى إن المستوطن المغتصب يصاب بالصدمة من قدرة المقدسي على إظهار السرور والسعادة رغم كل أنواع الحصار والعقاب.
البلدة القديمة في سطور
يقطن البلدة القديمة قرابة الـ33 ألف مقدسي، ويستوطن فيها 7 آلاف مستوطن في منازل مشتركة مع المقدسيين، مساحتها كيلو متر مربع، فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق، وفيها أسواق تاريخية مثل سوق القطانين والعطارين واللحامين وخان الزيت وطريق الواد شريان البلدة القديمة.