في جمعة الغضب أمس، انتفضت “الأمة” نصرة للمسجد الأقصى، إلا شخصاً واحداً (عمر العبد)، انتفض على طريقته الخاصة؛ فقد هاله منظر تهريب الشهيد محمد أبو غنام من مستشفى المقاصد في القدس، فاستل سكينه المسنون، وتسلل مع ساعات المساء، إلى مستوطنة “حلميش”، وقتل 3 مستوطنين وأصاب آخرين في عملية فدائية وصفت بالمعقدة، في رد أولي على إغلاق المسجد الأقصى، وارتقاء الشهداء الثلاثة.
المقاوم العبد كان غرد قبل ساعتين من العملية عبر صفحته على “الفيسبوك”، في وصية عفوية، إلا أنها تحمل عدة رسائل سياسية، فقال: “أنا شاب لم يتجاوز عمري العشرين، لدي أحلام وطموحات كبيرة، أعشق الحياة ورسم الابتسامة على وجه الناس، لكنني لا أستطيع أن أبقى نائماً ومسرانا يدنس، ونساؤنا وشبابنا يُقتلون”.
وخاطب من يمتلك السلاح ولا يخرجه إلا في المناسبات: “أنتم يا من صدئ سلاحكم، ولا تخرجونه إلا بالمناسبات، ألا تخجلون من أنفسكم.. لقد أعلنوا حرباً على الله ورسوله، وأغلقوا المسجد الأقصى، أليس لله حق عليكم؟”.
وتابع: “كل ما أملكه سكين مسنون، سألبي به نداء المسجد الأقصى، أما أنتم فعار عليكم إشعال الفتن فيما بينكم، سينتقم الله منكم، وستحاسبون، وستسألون”.
وتوعد الصهاينة قائلاً: “يا أبناء القردة والخنازير، إن لم تفتحوا أبواب الأقصى، فأنا واثق أنه سيخرج من بعدي رجال يضربونكم بيد من حديد.. أحذركم”.
وطالب العبد مشيعيه أن يلفوه براية الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يعصبوا رأسه بعصبة القسام، وأن يضعوا على صدره كوفية أبي عمار (ياسر عرفات)، في رسالة إلى الشعب الفلسطيني مفادها “أن اتحدوا”.
المغردون ردوا على وصية العبد: ما رأينا أبلغ ولا أصدق ولا أعمق وعياً من وصية ذلك الشاب، الذي لا يتقن الإملاء أو النحو، كل البلاغة تتقاصر تحت حذائه.. وأمثالنا نتوارى خلف شمسه.. طاب حيّاً وحيّاً.. فمثله خلق للحياة!
وهذا نصُّ وصية عمر عبدالجليل منفذ عملية مستوطنة “حلميش”: