يتعمد العديد من المستوطنين المتجهين من مستوطناتهم في الضفة الغربية إلى داخل المدن “الإسرائيلية” إيذاء المسافرين الفلسطينيين بحركات من داخل مركباتهم المسرعة تخدش الحياء، أو بالصراخ بألفاظ نابية فيها الشتم والسب.
السائقون للمركبات العمومية أكثر الفئات تعرضاً لمثل هذه الأفعال العنصرية، كونهم يسافرون باستمرار على الطرقات التي يستخدمها سكان المستوطنات.
الطريق الواصل بين قلقيلية ونابلس من أكثر الطرق في الضفة الغربية استخداماً من قبل المستوطنين، لكثافة الاستيطان على جانبيه لوجود اضخم الكتل الاستيطانية في شمال الضفة الغربية في المنطقة، ويسافر على هذا الطريق يوميا آلاف المستوطنين في اختلاط مع المركبات الفلسطينية.
زعران في مركبات
يقول السائق العمومي خالد زيد لـ”المجتمع”: معظم حالات الإساءة لنا تكون من قبل زعران من شباب المستوطنين داخل مركباتهم، فبعض حركاتهم إلقاء بقايا طعام أو علب مشروبات علينا، مع شتم للعرب، وألفاظ نابية، والشرطة “الإسرائيلية” لا تحرك ساكناً تجاه هذه الحوادث؛ لأن طلباتها تعجيزية، منها معرفة الأشخاص الذين قاموا بهذه الأفعال وأرقام مركباتهم وأين يسكنون، وهذا الأمر بحد ذاته تعجيز متعمد، فلو مارس الفلسطيني مثل هذه الأفعال المشينة بحق مستوطن، لشاهدنا عملية بحث وتنكيل في كل المنطقة، أما إذا كان المشتكي فلسطينياً والمعتدي مستوطناً فلا بواكي لنا، يقول السائق زيد.
إشارات مقرفة
في قرية النبي إلياس وقرية الفندق شرق قلقيلية، تمر مركبات المستوطنين بالقرب من المحلات التجارية، ويتعرض أصحابها إلى الاستفزاز بشكل دائم، خصوصاً في الحوادث الأمنية التي تقع في الضفة الغربية وداخل المستوطنات كما حدث قبل أسابيع في مستوطنة حلميش، ومحاولة سكان المستوطنات الانتقام من الفلسطينيين بالتجمع على مفترقات الطرق للاعتداء على الفلسطينيين.
يقول صاحب المحل زياد إخليف في قرية النبي إلياس لـ”المجتمع”: إذا توترت الأوضاع الأمنية نكون ضحية عربدات مستوطنين وهم يسيرون على الطريق الرئيس في وسط القرية، وتتراوح استفزازاتهم ووقاحتهم بين إطلاق أبواق السيارات والإشارة باليد بطريقة تخدش الحياء، والتوقف وسط الشارع والصراخ بشعارات الموت للعرب وما فيها من تحقير للعرب والفلسطينيين، ومنهم من يكون بحوزته حجارة داخل المركبة ويقذفها باتجاهنا.
ويروي المواطن حسن حنون من قرية النبي إلياس عدة حوادث تعرض لها أثناء مرور مركبات المستوطنين، منها “التهديد بالقتل ورفع السلاح، وفي إحدى المرات حاولوا النزول من المركبة ومعهم عصي لضربنا بها، ولولا تجمع الأهالي ما تراجعوا عن أفعالهم”.
يقول السائق العمومي سلمان داود: هذه الأفعال تؤذينا لأن جزءاً من المسافرين طالبات الجامعات والنساء، فهذا الأمر يشكل لنا إيذاء معنويا؛ حيث يصاحب هذه الأفعال سرور وسعادة في صفوف المستوطنين، لأنهم نالوا منا كفلسطينيين؛ فأحقادهم تظهر على أفعالهم، ونحن نعاني منهم في كل يوم “.
يشار إلى أن أعداد المستوطنين في تزايد مستمر حيث زاد عددهم في الآونة الأخيرة عن نصف مليون في مستوطنات كبيرة، ويستخدمون طرقات مختلطة مع الفلسطينيين.