قال نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، محمد السباعي: إن “المسلسلات التاريخية التركية أثارت شغف الجمهور العربي بقراءة والتعرف على التاريخ العثماني بشكل موضوعي”.
والدولة العثمانية؛ إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قرابة 600 سنة بين عامي 1299 و1922م.
وأضاف السباعي، في مقابلة مع وكالة “الأناضول” بمدينة إسطنبول التركية (شمال غرب): “توجد رغبة حقيقية من الشعوب العربية لمعرفة تاريخ الدولة العثمانية الذي مر بنا، والسلاطين العثمانيين، بشكل موضوعي غير الذي يتم تعليمه في المدارس، فالتاريخ مشوه في بعض كتبنا العربية”.
وشدد على أن “جميع الباحثين العرب يعتبرون المكتبات التركية كنزاً ثميناً لهم، وربما 80% من المخطوطات التي اعتمد عليها العرب هي من المخطوطات الموجودة في تركيا، ولم تؤثر الخلافات السياسية (بين دول) على الأبحاث والمخطوطات”.
“قيامة أرطغرل” و”عاصمة عبدالحميد”
وخلال السنوات القليلة الماضية، أبحرت الدراما التركية في أعماق التاريخ، لترصد الماضي على الشاشة الصغيرة، ما شجع العرب والأتراك على التوجه إلى قراءة جديدة لتاريخهم، لاسيما وسط تطورات الأوضاع السياسية الراهنة في المنطقة.
ويواصل المسلسل التاريخي التركي “قيامة أرطغرل” جذب أنظار المشاهد العربي، مع استمرار عرض موسمه الثالث، إذ يتابعه عشرات الملايين في المنطقة مترجماً أو مدبلجاً، عبر شاشات التلفزيون أو مواقع على شبكة الإنترنت.
ويتناول المسلسل سيرة أرطغرل بن سليمان شاه، والد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية، في سياق رحلة البحث عن أرض يستقر فيها مع قبيلته لإنهاء معاناتهم وتنقلاتهم، بعد مرحلة طويلة من الخطر وغياب الأمن والبحث وعدم الاستقرار.
وفي فبراير 2017، بدأت قناة “TRT1” التركية عرض أولى حلقات مسلسل “عاصمة عبدالحميد”، أسبوعياً، وهو يوثق أبرز الأحداث في الأعوام الـ13 الأخيرة (1896-1909) من حياة السلطان عبدالحميد الثاني (ولد عام 1842 في إسطنبول)، وحكم 33 عاماً.
الناشرون العرب والأتراك
عن طبيعة العلاقة بين اتحاد الناشرين العرب ونظيره التركي، قال السباعي: إنها “تطورت بشكل كبير جداً، لاسيما في آخر سنتين، بعد إقامة المعرض الدولي للكتاب، وسيكون اتحاد الناشرين الأتراك عضواً مراقباً في الاتحاد (العربي)”.
ويقام المعرض الدولي للكتاب في إسطنبول سنوياً، ويشارك فيه اتحاد الناشرين العرب منذ عامين.
وتابع أن “اتحاد الناشرين العرب، يحرص على التواصل بشكل دائم، وكلما أتيحت له الفرصة، مع الناشرين الأتراك”.
وأوضح السباعي أن “نظرتنا إلى سوق النشر التركية جاءت من خلال معرض الكتاب الدولي الذي يقام سنوياً، ولدى الناشرين الأتراك أسواقاً أكثر من الناشر العربي، فعدد الناشرين الأتراك يفوق عدد نظرائهم العرب المسجلين رسمياً”.
ومضى نائب رئيس الاتحاد العربي، قائلاً: إن “الصورة العامة تفيد بأن سوق النشر التركية تمثل فرصة كبيرة، وبرنامج التعاون الذي يقيمه اتحاد الناشرين الأتراك مع نظيره العربي يمثل فرصة حقيقة لفتح الأسواق على بعضها”.
وأردف: “منذ سنتين، بدى لنا أن هنالك رغبة حقيقية (بين الأتراك) في تعلم اللغة العربية بشكل كبير جداً، لاسيما أن هنالك العديد من الكتب الدينية التي تمت ترجمتها (من العربية إلى التركية)”.
وأوضح السباعي أنه “غير مسموح لأي دول أو منظمات غير عربية أن تصبح عضوة في الاتحاد العربي”.
لكنه استدرك: “في نهاية يناير (الجاري) لدينا اجتماع في الاتحاد لقبول عضوية منظمات غير عربية، وستكون تركيا عضواً مراقباً”.
الاتحاد العربي
وبشأن طبيعة عمل اتحاد الناشرين العرب، قال نائب رئيسه: إن “الاتحاد يهدف إلى حماية الملكية الفكرية للناشرين العرب، إضافة إلى إيجاد سوق مناسب لهم”.
وأضاف أنه “تم إحياء الاتحاد عام 1995 في بيروت، ويضم حالياً نحو 800 عضو من الدول العربية”.
وأوضح السباعي أن “15 عضواً ممثلين رسمياً عن الاتحادات المحلية في دولهم، على أن ينتخب شخص مقابله في الاتحاد، لذا فإن مجموع مجلس الأعضاء هو 30 عضواً؛ 15 منهم بالتعيين ومثلهم بالانتخاب”.
وبقرار من جامعة الدول العربية، تأسس اتحاد الناشرين العرب عام 1962، وهو اتحاد مهني غير ربحي يتمتع باستقلالية مالية وإدارية.
ويتكون أعضاء الاتحاد من أعضاء الاتحادات المحلية أو النقابات أو الجمعيات أو الروابط المنشأة في البلدان العربية، وأيضًا من الناشرين العرب، الذين ليس لديهم اتحاد أو جمعية أو رابطة.