تظاهر نحو ألف كندي من أصول عربية، مساء أمس السبت، بمدينة مسيساجا التابعة لتورنتو، احتجاجاً على الاعتداء الوحشي الذي تعرض المواطن الكندي السوري محمد أبو مرزوق وأدخله في غيبوبة منذ أسبوع.
وتجمع المتظاهرون في وقفة احتجاجية في سيليبريشن سكوير بالمدينة ومن ثم تحركوا إلى المكان الذي حدث فيه الاعتداء على أبي مرزوق أمام زوجته وبناته.
ورفع المتظاهرون شعارات ترفض الكراهية وتطالب بوقف الاعتداء على المسلمين وبالعدالة لأبي مرزوق الذي تم الإفراج عن الشخصين الذين قاما بالاعتداء الوحشي عليه، بينما تم نقله إلى أحد مستشفيات مدينة تورنتو في حالة غيبوبة، بسبب نزيف داخلي في المخ وكسر في الجمجمة.
وقال فراس مريش، أحد منظمي المظاهرة، بحسب “الأناضول”: الوقفة ليست للاحتجاج على شخص أو جهة معينة ولكنها بالتحديد ضد الكراهية، خاصة أن التقارير الأولية التي خرجت عن الحادثة تؤكد أن الحادث عنصري، وبشكل عام فإن الحادث نفسه بشع.
وأردف: ولأنها ليست المرة الأولى التي يتم خلالها الاعتداء على مسلم عربي رأينا ضرورة الاحتجاج.
وأضاف مريش قائلاً: مثل هذا الاعتداء مرفوض سواء كان على عربي مسلم أو غيره وظاهرة “الإسلاموفوبيا” حقيقة وتتكرر وبالأمس تم الاعتداء على مسلم آخر في مدينة كالجري بمقاطعة ألبرتا.
أما بسمة سلامة، الكندية من أصل فلسطيني فقالت: أدعو كل إنسان لديه قدر من المشاعر أن يقف معنا اليوم، ونحن جئنا هنا لنعرف لماذا يتم الاعتداء على شخص خرج في نزهة مع أسرته.. هل لأن اسمه محمد؟! نحن يجب أن نأخذ حقنا من هؤلاء الناس، جئنا بحثاً عن حقنا خاصة أن الضحية في غيبوبة بينما أفرج القضاء عن المعتدين على ذمة القضية.
وتضيف قائلة: إطلاق سراح المعتدين يعني عدم احترام لمشاعر المسلمين ولا للقانون الكندي.
وقال الكندي من أصول إسبانية ماركو مونوس: جئت هنا للدفاع عن كندا كوطن آمن للجميع وللتضامن مع محمد أبو مرزوق وكل شخص كندي يمكن أن يتعرض لجريمة كراهية بسبب اختلافه وجئت لأطالب بالعدالة، وأدعو العالم كله لنبذ العنصرية والتمييز.
وتعرض محمد أبو مرزوق (39 عاماً) للضرب خلال نزهة مع أسرته، والمكونة من زوجته ديانا العطار وطفلتيهما (4 و6 سنوات).
وكانت الزوجة قد روت تفاصيل الحادث قائلة: فوجئنا بشخص يركل السيارة بينما كنا بداخلها، ونزل زوجي من السيارة وسأل: ما الأمر؟ وهنا ظهر شخص آخر وبدأ الاثنان في ضرب زوجي وطرحاه أرضاً، خرجت أنا أيضاً من السيارة وبدأت أصرخ لطلب العون، وأخذ المهاجمان في توجيه الشتائم لنا والصياح: “إرهابيون، عودوا من حيث أتيتم، عرب إرهابيون”، وبدأت ابنتاي في البكاء والصراخ من الخوف، وبدأ زوجي في النزيف من رأسه وأذناه بسبب الضرب.
وتم تدشين حملة على الإنترنت لمساعدة أسرة أبو مرزوق، قدم من خلالها حتى الآن 1900 شخص من عدة دول، بينها كندا والولايات المتحدة وبريطانيا، مساعدات مادية للأسرة، ومن المزمع أن تستخدم المساعدات لتغطية تكاليف الرعاية الصحية لمحمد أبو مرزوق، وتلبية احتياجات أسرته.