يسود أوساط الفلسطينيين استياء شعبي من تصرفات المستوطنين داخل المسجد الأقصى والاعتداء على قبور الصحابة في مقبرة الرحمة بالقرب من باب الرحمة المغلق بأداء الصلوات التلمودية.
مشاهد الاقتحام وأداء الصلوات التلمودية زادت من حالة الاستياء والاستفزاز لدى الفلسطينيين الذي أكدوا أن الوضع الحالي يجب ألا يستمر.
وقال الحارس في المسجد الأقصى حسام مرمش: مسلسل التدنيس يزداد بشكل يفوق الخيال، فالاقتحامات بدأت تأخذ منحنى خطيراً يتمثل بأداء الشعائر التلمودية، والانتقال إلى منطقة باب الرحمة وخصوصاً باب الرحمة المغلق، وهذا التصرف العدواني يهدف على الضغط على حكومة الاحتلال من أجل فتح الباب المغلق منذ عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي.
وقال طبيب العيون عبداللطيف أبو سفاقة الذي يشرف على تنظيم رحلات أسبوعية للمسجد الأقصى: لم أعبر عن هذه المشاهد القاتلة بالنسبة لي إلا بالدموع والحزن، فقبر الصحابي عبادة بن الصامت، وقبر الصحابي شداد بن أوس كانا مسرحاً لعربداتهم بزعم حلول عيد الغفران، فهم يرتكبون الجرائم في أعيادهم، وأصبح المسجد الأقصى هدفاً مستباحاً في أعيادهم التي تحل علينا باقتحامات للمسجد الأقصى وتدنيسه.
وأضاف: في أعيادهم نمنع من دخول المسجد الأقصى، فكلمة عيد عندهم يعني الإغلاق لنا، والتدنيس للمسجد الأقصى، وحرماننا من الصلاة فيه، وهذا الأمر قمة الإرهاب المنظم الذي ترعاه دولة الاحتلال، فلا يوجد مكان عبادة في العالم يغلق في وجه المصلين إلا في دولة الاحتلال.
أما المرابط المسن محمد خليف (80 عاماً) من قرية النبي إلياس شرق قلقيلية يقول عن حرمانه من دخول المسجد الأقصى في عيد الغفران وباقي الأعياد: هم يقدسون أعيادهم ويرفضون أن نقدس مسجدنا ويفرضون الإغلاق الشامل علينا، إلا أن الذي يغيظهم همة أهل القدس الذين يكثفون من وجودهم في المسجد الأقصى في وقت الاقتحام والتدنيس، ولي أصدقاء هناك تعرفت عليهم في رحلات الرباط وشد الرحال، أخبروني أن المقدسيين يعتبرون المسجد الأقصى حياتهم وهم مستعدون للدفاع عنه حتى الرمق الأخير.
ويقول د. ناجح بكيرات، مدير المسجد الأقصى سابقاً ورئيس أكاديمية القرآن في المسجد: نحن أمام مشهد يتكرر في كل عام، إلا أن هذا العام أصبح مؤلماً ومؤذياً لكل فلسطيني ومسلم في العالم، فالاقتحام لم يعد رحلة سير على الأقدام، بل أصبحت الشعائر التلمودية حاضرة في كل اقتحام، والتركيز على المنطقة الشرقية وباب الرحمة المغلق المطل على مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي، والتمرغ بتراب المنطقة الشرقية بأجسادهم وإحضار بعض أدوات الهيكل المزعوم، ومنع تواجد أي مقدسي في المنطقة الشرقية عند الاقتحام، وكل هذا يأتي في سياق الحرب الشاملة على المسجد الأقصى، مستغلين حلول الأعياد لتجديد الحرب على المسجد الأقصى وساحاته وفرض رموز توراتية بداخله أثناء الاقتحام.