يستعد 10 ملايين ناخب تركي في إسطنبول للتوجه مجدداً يوم غد الأحد إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس لبلديتھم بعد إلغاء نتائج انتخابات سابقة فاز بھا المرشح المعارض أكرم إمام أوغلو.
ويتنافس في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية إسطنبول وھي البلدية الأكبر في تركيا مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدرم، ومرشح حزب الشعب الجمھوري المعارض أكرم إمام أوغلو، ومرشح حزب السعادة نجدت غوكجنار، والوطن مصطفى إيلكر يوجل بالإضافة إلى 17 مرشحاً مستقلاً.
وتجرى ھذه الانتخابات بناء على قرار ھيئة الانتخابات التركية في السادس من مايو الماضي بإعادة انتخابات رئاسة بلديتھا بعدما أعلنت فوز مرشح تحالف المعارضة أكرم إمام أوغلو في الانتخابات التي أجريت في الـ13 من مارس الماضي.
وأفضى ذلك إلى سحب وثيقة الفوز من إمام اوغلو بعد أن أدى مھامه رئيساً لبلدية إسطنبول الكبرى مدة 18 يوماً فقط بعدما انتھت اللجنة إلى وجود مخالفات في اختيار لجان الاقتراع إضافة لوجود جداول غير موقعة، واعتبرت أن ذلك أثر في نتائج الانتخابات.
وأعلنت لجنة الانتخابات التركية الشھر الماضي القائمة النھائية التي تضم المرشحين الذين سيخوضون انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية إسطنبول الأكبر في البلاد، وقالت اللجنة العليا: إن كلاً من مرشحي أحزاب “العدالة والتنمية” و”الشعب الجمھوري” و”السعادة” و”الوطن” سيتنافسون في الانتخابات فضلاً عن 17 مرشحاً مستقلاً.
ويخوض انتخابات بلدية إسطنبول الكبرى عن حزب العدالة والتنمية بن علي يلدرم، وعن الشعب الجمھوري أكرم إمام أوغلو، وعن السعادة نجدت غوكجنار، وعن الوطن مصطفى إيلكر يوجل، وتنشط حالياً الحملات الإعلانية التي تروج للبرامج الانتخابية التي يتبناھا كل من المرشحين، كما شھدت ساحة المنافسة مناظرة متلفزة بين الطرفين يوم الأحد الماضي.
ومع احتدام المعركة الانتخابية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن من يحترم الديمقراطية يجب أن يكون راضياً عن النتيجة يوم الأحد المقبل، وقال: مھما كانت النتيجة ستفوز تركيا.
وفي ھذا الإطار، قال الخبير الإستراتيجي التركي محمد دمير باغ في تصريح لـ”وكالة الأنباء الكويتية” (كونا): إنھ في حال خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم العاصمة الاقتصادية إسطنبول يوم الأحد المقبل، فإن ذلك سيمثل صفعة من العيار الثقيل للحزب الحاكم والرئيس أردوغان، فرمزية المدينة سياسياً تجعلھا الأھم على الإطلاق في كل الاستحقاقات الانتخابية.
ورأى أن حزبي العدالة والتنمية والشعب الجمھوري سيسعيان ھذه المرة إلى استخدام كافة الأوراق التي بين أيديھما في سبيل الفوز بانتخابات الإعادة القادمة بإسطنبول.
في المقابل، تتحدث استطلاعات الرأي الأولية عن تقدم أكرم إمام أوغلو بنسبة طفيفة جداً من 2 – 3%، وھي فجوة صغيرة تسمح لھ بالفوز ولكنھا تسمح أيضاً لحزب العدالة بتجاوزھا إذا ما نجح في استعادة تأييد نسبة من المترددين، ونيل نسبة معتبرة من الأصوات الكردية الكثيفة في إسطنبول.
ويرجع المراقبون أھمية إسطنبول ليس فقط للمكانة الخاصة التي تحتلھا المدينة كعاصمة تجارية وتاريخية لتركيا، بل في وجود قاعدة انتخابية عريضة يقدرھا البعض بربع المخزون الانتخابي التركي، إذ يقدر عدد سكان المدينة بحوالي 17 مليون نسمة من أصل 80 مليوناً ھم عدد سكان تركيا الإجمالي، كما أن الحشد الكبير حول الانتخابات بين معسكرين الأول (العدالة والتنمية الحاكم) يصفھا بالمصيرية ويعتبرھا استفتاء على شعبية الرئيس أردوغان، ومصير الحزب والثاني (حزب الشعب الجمھوري) المعارض يعتبرھا انتخابات بقاء.
نتائج الانتخابات المقبلة ستكون بمثابة تصويت ليس على شعبية حزب العدالة والتنمية فحسب، بل على مستقبل ومصير أردوغان السياسي.