تصاعد الغضب الرسمي والشعبي الفلسطيني مع اقتراب عقد ورشة البحرين الثلاثاء القادم، التي دعت إليها الإدارة الأمريكية بهدف تطبيق الشق الاقتصادي من “صفقة القرن”، التي تقوم على أساس تصفية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق عودة اللاجئين لديارهم، وللتعبير عن الرفض الفلسطيني الجارف لورشة البحرين أعلنت الفصائل والقوى الوطنية عن إطلاق سلسلة من الفعاليات الشعبية والإضراب الشامل ابتداء من الثلاثاء القادم موعد انعقاد الورشة في البحرين.
وستنطلق المسيرات الغاضبة في كافة المدن الفلسطينية بقطاع غزة والضفة المحتلة ومخيمات الشتات، وذلك للتأكيد على رفض هذه الورشة، وأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه المشروعة وسيواصل طريق المقاومة والصمود حتى انتزاع حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
فعاليات احتجاجية
بدورها، قالت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة: إن يوم الثلاثاء القادم سيشهد مؤتمراً وطنياً وإضراباً شاملاً، ومسيرات ومؤتمراً شعبياً لرفض تصفية القضية ومخرجات مؤتمر البحرين يوم الأربعاء، داعيةً للمشاركة في فعاليات الجمعة القادمة التي ستحمل عنوان “فليسقط مؤتمر البحرين”.
وأكدت الهيئة أن الشعب الفلسطيني بكافة قواه سيقاوم كافة المشاريع التصفوية التي تخطط لها الإدارة الأمريكية.
من جانبه، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ”المجتمع”: إن مؤتمر البحرين يعد خطوة أمريكية صهيونية خطيرة تهدف بالأساس للتطبيع مع الاحتلال وتطبيق “السلام الاقتصادي” وهو خيار لطالما روجت له دولة الاحتلال.
ولفت البرغوثي إلى أن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال سيسقط بدون شك “صفقة القرن” ومخرجات ورشة البحرين، لأن الحقوق لا تسقط ما دام هناك مقاومة وثبات.
ودعا البرغوثي لصياغة إستراتيجية وطنية موحدة تقوم على أساس مقاومة كل مخططات التصفية ومغادرة مربع الانقسام الداخلي الفلسطيني لمجابهة التحديات التي تعترض القضية الفلسطينية بشكل موحد.
خارطة طريق فلسطينية جديدة
على صعيد متصل، دعت فصائل فلسطينية لصياغة إستراتيجية وطنية تكون بمثابة خارطة وطنية جديدة تقوم على أساس توحيد البيت الفلسطيني ومجابهة ورشة البحرين ومخرجاتها، والإعلان رسمياً عن انتهاء اتفاق أوسلو وتفعيل كل أساليب المقاومة ضد الاحتلال حتى انتزاع كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
من جانبها، قالت حركة “حماس”: إنها ورشة تهدف لتصفية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، داعية في الوقت ذاته لمقاطعتها، مؤكدة في الوقت ذاته أن ورشة البحرين تعد إحدى أدوات الإدارة الأمريكية لتطبيق “صفقة القرن”، التي تريد واشنطن منها شطب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
بدوره، قال عضو الهيئة القيادية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار طلال أبو ظريفة لـ”المجتمع”: إن الإستراتيجية الوطنية الجديدة يجب أن تكون بمثابة خارطة طريق شاملة تحدد ملامح المرحلة السياسية المقبلة في ظل استمرار واشنطن في الترويج لـ”صفقة القرن” والتطبيع بين الدول العربية والاحتلال بدون مقابل.
ولفت أبو ظريفة إلى أن ورشة البحرين أكبر بوابة للتطبيع مع الاحتلال الذي ينفذ يومياً عمليات قتل بحق الشعب الفلسطيني ونهب لأرضه وانتهاكاً لمقدساته الإسلامية.