تعددت المبادرات التي يطلقها أفراد أو جهات أمنية بزعم أنها منسوبة لشباب الإخوان والتيار الإسلامي المعتقلين تطالب بإطلاق سراحهم مقابل تخليهم عن العنف، أو تهاجم قيادات الإخوان بدعوى أنهم يتركونهم في السجون دون تقديم تنازلات للسلطة لإنهاء اعتقالهم.
وكانت آخر هذه المبادرات مبادرة جري الترويج لها على أنها من 350 من شباب المعتقلين في السجون وافق عليها 1350 معتقل، تطالب قادة الإخوان بتقديم تنازلات للسلطة مقابل إطلاق سراحهم.
وتنتقد الرسالة المنسوبة لشباب جماعة الإخوان المسلمين المعتقلين داخل السجون، قيادات الجماعة لصمتهم على ما يجري لهم، وعدم سعيهم لحل الأزمة بتقديم تنازلات للسلطة كي يتم الافراج عنهم.
والمبادرة الأخرى طرحها صحفي يدعي عمر حسن مقيم في تركيا يقول إنه ليس من الإخوان وأنها مبادرة من أهالي المعتقلين بالإفراج عنهم مقابل التوبة وسداد 5 آلاف دولار من كل معتقل لصندوق “تحيا مصر”!
وقد نفت أسر الشبان المصريين المعتقلين في سجون مصر أن تكون الرسالة التي يجري تداولها على مواقع التواصل باسم “رسالة من الشباب المعتقلين إلى قيادات جماعة الإخوان المسلمين”، كتبها هؤلاء الشباب، مؤكدين أنها “رسالة من أمن الدولة”.
مبادرة رسالة المعتقلين
تقول مبادرة المعتقلين التي وصفها الإخوان بأنها “مبادرة أمنية”: إن هذه رسالة من شباب المعتقلات إلى شيوخ جماعة الإخوان المسلمين وقياداتها وأولي الأمر وأصحاب القرار فيها، أعدّها وكتبها مجموعة من شباب إحدى السجون في مصر، 350 شابًا، ووافق عليها ألف آخرون، أي أنها تعبر عن أكثر من 1350 شابًا.
وتضيف: نحن شباب المعتقلات إخونًا وغير إخوان، ندعو جميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين داخل وخارج سجون وحدود مصر، أن يتحركوا بكل ما أوتوا من قوة تجاه حل لأزمتهم مع العسكر والنظام في مصر، وأن لا يترددوا في أخذ خطوة للوراء تحفظ لهم ما تبقى من بقايا جماعة وتحفظ عليهم القليل القليل ممن تبقى من شبابهم.
وتقول لقادة الجماعة: نحيطكم علمًا بأن الصف والأفراد ومحبيكم ومؤيديكم لن يتضجروا ولن يتذمروا من فكرة أخذ خطوة للوراء، وإن كنتم قلقين من أن يثور الشارع عليكم ويُسمعكم جملًا من قبيل “ما كان من الأول” وما على شاكلتها، فإن فرحة أسر وأهالي وجيران وأصدقاء المعتقلين وهم كُثُر بعودتهم وخروجهم ستُنسِي الجميع وتُهدِئ غضبهم.
وتتسأل الرسالة: ما الدور الذي تمارسه القيادات داخل السجن وخارجه لإنهاء الأزمة؟! أو بشكل أصح: هل تسعى الجماعة لإيجاد حل؟!
وتقول لهم: هل تنتظرون أن يثور الشعب في مصر كما قال القيادي د. محمود حسين؟! أي عقل ومنطق يصدق هذا؟! ألم تعوا الدرس الذي تُلخِّصُه المقولة التي تقول: “الثائر لأجل مجتمع جاهل هو شخص أضرم النيران بجسده كي يُضِيء الطريق لضرير”!!
وتتابع: نرسل إليكم بحكم أنكم الطرف الثاني في المشهد والأزمة “بعد النظام والعسكر”، وأنكم أصحاب القرار، رؤية عن أوضاعنا داخل السجون المصرية والمهانة والذل والهوان، والأوضاع الفكرية والسياسية.
وقالوا: إن الوضع داخل السجون بات مقلقاً جدًا، جموع المعتقلين باتت منهكة ولا تطيق ذرعًا بأبسط الأمور، بات اليأس حليفها، وفقدان الأمل رفيقها.. الأزمة دامت حتى أن اليأس تسلل إلى قلوب الجميع، شبابًا وشيوخًا.
واننا “نرفض كل ما يُرفَع إليكم من تصوير للأوضاع داخل السجون من ثبات وصمود وعلو همة عن طريق القيادات الصغيرة المنتشرة داخل السجون”.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=2389192068072215&id=100009443361879
كيف ردت أسر المعتقلين؟
قالت “أم عمر محمد زكريا” أنها زارت ابنيها المسجونين بسجن وادي النطرون (عبد الله زكريا وإبراهيم زكريا)، كما زار والدهم أخته وأخوه في سجن تحقيق طره، وسألتهم عن رسالة المعتقلين ورأيهم فيها فنفوا توقيع المعتقلين على أي رسائل.
وتابعت: قالوا “إن الرجوع للوراء معناه الاعتراف بالسيسي وبكل ما فعل”، وإن هذا الأمر تكرر عشرات المرات من قبل، بهدف دفع “من اعتقلوا خطأ” ويرغبون في الخروج لكتابة عرائض كأنها من شباب الإخوان لقادتهم.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2406866956060323&set=a.579107328836304&type=3&theater
وقالت “أم مصطفى ياسر” زوجة أحد المعتقلين تعقيباً على الرسالة: “هذا الخطاب طالع من أمن الدولة والهدف منه تهييج الوضع على الإخوان لأنهم رفضوا الخضوع والتطبيع مع النظام الحالي”.
وأضافت: “من يريد الخروج من المعتقل كل ما عليه أن يقوم بشتم وسب الإخوان المسلمين ووقتها سيخرج من السجن ويكون بريئاً مما نسب إليه، أما أبناء الدعوة فثابتين على العهد مع الله ينتظرون فقط الأجر من الله”.
ووصفت “عزة الجرف” نائبة البرلمان السابقة وزوجة الصحفي المعتقل بدر محمد بدر رسالة المعتقلين بأنها “رسالة أمنية مضروبة لتعكير حالة الناس المؤيدة للشرعية وتطعن في ثبات المعتقلين وخصوصاً الشباب”.
وأضافت عبر حسابها الإلكتروني: “هذا كذب وتدليس لا يمر على عقل طفل صغير بسبب: ركاكة الأسلوب والطرح واضح جداً أنه أمني بحت”.
https://www.facebook.com/azza.elgarf.35/posts/444159239775819
تسألت “أم عبد الله نوارة”: ما هو الغرض من الرسالة المسربة وموجهة لمن بالضبط؟؟، وتجيب: “السيسي لم يترك حاجة تتفاوض عليها حتى الرئيس قتلوه ولو خدت ألف خطوة للوراء هو مش هيكفيه غير إنه يخلص عليك”.
وأضافت، عبر حسابها على فيس بوك: إن الهدف هو الناس تكره قيادات الداخل الذين يعيشون في زنازين انفرادية ومنهم من فقد أبنائه وأولادهم معتقلين أو تم حبس بناتهم وصودرت أموالهم، وهذه الرسائل السلبية هدفها تحطيم نفسياتنا وزعزعة ثبات المعتقل.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=226229655018490&id=100028943715371
أدلة الرسالة الأمنية:
قالت أسر المعتقلين ومحامون ومصادر جماعة الإخوان: إن الرسالة أمنية وبها العديد من الأدلة التي تشكك في رسالة المعتقلين وتؤكد أنها رسالة كتبتها الأجهزة الامنية” مثل:
1. الرسالة لم تذكر كلمة “انقلاب” اطلاقاً، وقالت “النظام في مصر”، كما أنها ذكرت أن من كتبها “شباب المعتقلات إخوانًا وغير إخوان”، ومع هذا دعت قادة الإخوان الي “حل لأزمتهم مع العسكر والنظام في مصر”.
2. ذكرت الرسالة أنها لسان حال 90% من المعتقلين وتتحدث عن قرابة 1350 معتقل صاغوها، ما يطرح سؤال حول كيفية تجمعهم وكتابتهم الرسالة بأريحية في الوقت الذي يشكو فيه المعتقلون من وضعهم 23 ساعة داخل الزنازين انفرادياً.
3. لم تستخدم الرسالة لفظ “المعتقلين” أو تذكر قيادات الإخوان كالمرشد العام ونوابه ورموز الإخوان رغم أنهم معهم في المعتقلات.
4. توقيت الرسالة جاء مع استضافة مصر مؤتمر عن التعذيب تشرف عليه الأمم المتحدة يوم 4 سبتمبر المقبل، وذكري مجزرة رابعة، وتصاعد الدعوات لإطلاق المعتقلين من منظمات حقوقية عالمية، بهدف إظهار أن قيادة الإخوان تعرقل الحل وهو التنازل.