أعرب خبراء ومراقبون عن حزنهم لعدم تقديم مرتكبي مجزرة الغوطة السورية للعدالة، رغم مرور 7 سنوات على الجريمة التي استخدم فيها السلاح الكيماوي.
جاء ذلك في ندوة عبر الإنترنت، بمناسبة الذكرى السابعة لمجزرة الكيماوي بالغوطة الشرقية، نظمها مركز توثيق الانتهاكات الكيماوية في سورية (مقره بلجيكا)، بالتعاون مع المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية (مقره ألمانيا) والدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”.
وحلت، أمس الجمعة، الذكرى السابعة لمجزرة الكيماوي التي اقترفها النظام السوري بحق سكان غوطة دمشق الشرقية المدنيين.
ووقف الفيتو الروسي – الصيني بالمرصاد لجميع المحاولات في مجلس الأمن لإدانة النظام على استخدامه المتكرر للأسلحة الكيماوية.
وقال مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، أنور البني: إن استخدام السلاح الكيماوي لا يهدد السوريين فحسب “وإنما يهدد الأمن العالمي”.
ونوه في كلمته بالندوة، إلى أن السلاح الكيماوي رخيص الثمن ويمكن إنتاجه بشكل سري ولا يمكن كشف إنتاجه لأنه يتكون من مواد أولية، لذا فإن أي نظام إرهابي يستطيع أن ينقل هذا النوع من السلاح.
من جهته، أكد الطبيب السوري أحمد البقاعي، الشاهد على مجزرة الكيماوي بالغوطة، أن الكوادر الطبية عملت ما بوسعها لعلاج المصابين بسلاح الكيماوي عام 2013، لكن الإمكانيات كانت ضعيفة نظراً لحصار الغوطة.
وعبر البقاعي في كلمته بالندوة، عن أسفه لعدم تقديم الجناة للعدالة، بالرغم من أن نتائج تقرير لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة أثبت وقائع الجريمة بشكل واضح.
وأشار إلى أن النظام السوري سعى بكل السبل إلى طمس الأدلة وإخفائها.
بدوره، وصف مدير الدفاع المدني، رائد الصالح، عملية تحقيق العدالة بـ”المعقدة” وقد تطول لسنوات، في الوقت الذي لا يملك المجتمع الدولي آلية لحماية الشهود حتى الآن، بينما يستهدف النظام وروسيا الشهود أو الأدلة التي يمكن أن تساهم في إثبات الجرائم والانتهاكات التي ارتكبوها.
وطالب صالح في كلمته، المجتمع الدولي ولجان التحقيق الدولية بإيجاد آليات حقيقية لحماية الشهود الذين يمتلكون الأدلة حول مجزرة الكيماوي.
وأوضح أن الشعب السوري لجأ إلى طرق مبتكرة لحماية الأدلة والشهود عن طريق أساليب تم تطويرها.
ووقعت مجزرة الكيماوي الكبرى في سورية بمنطقة الغوطة الشرقية ومعضمية الشام، في 21 أغسطس 2013، في هجوم دام أسفر عن مقتل أكثر من 1400 مدني بينهم مئات الأطفال والنساء.
ولم يتوقف النظام بعد مجزرة الغوطة عن استخدام الأسلحة الكيماوية؛ إذ استهدف العديد من المناطق 184 مرة، وبلغ عدد المرات التي استخدم فيها ذلك السلاح الفتاك 217 مرة منذ العام 2012.