لم يهضم الحريري يوماً.
هادنه ليصبح رئيساً؛ فلما نال المراد، أطلق العنان لنفسه وصهره بجشع أوصل البلاد إلى الانهيار، وثورة أطاحت بالحريري.
حاول إنقاذ نفسه مع حسان دياب فلم ينجح، ثم تكفل “حزب الله” بإفشال رحلة مصطفى أديب.
ترشح الحريري فـأُسقط في يديه.
أجّل الاستشارات النيابية أسبوعاً؛ ولما لم يعد قادراً على تحمل التأجيل، أطل على اللبنانيين بخطاب العاجز.
خطاب “لزوم ما لا يلزم” أمس؛ يؤكد:
1- فشل العهد باعتراف سيده؛ تحت تبرير: هذا هو الواقع و”ما خلونا نغير”.
2- فشل منظومة المستشارين التي سمحت بهكذا إطلالة إعلامية فارغة؛ إلا من التوعد بكيد سياسي عند منعطف التأليف.
3- تنازل ميشال عون عن الألقاب التي خلعها على نفسه منذ انتخابه رئيساً.
4ـ خطاب العاجز الذي لا يملك وسيلة لوقف الانحدار نحو جهنم؛ لا يتناسب مع: “الرئيس القوي” و”العهد القوي” و”زعيم مسيحيي الشرق”.
5- قدّم توصيفاً موسعاً للواقع المرير؛ الذي يعيشه اللبنانيون، والمفترض أن توجه له الأسئلة نفسها التي طرحها؛ ليقدم الإجابات لا ليدلي بتساؤلات؛ باعتباره المسؤول الأول أمام اللبنانيين.
6- أثبت عون في خطابه أن لا أمل يرتجى بالتحسن، فيما تبقى من عهده، والأخطر تمسكه الضمني بطروحات “خليفته” جبران باسيل، لدرجة ترجّي النواب أن يحكّموا ضميرهم في التكليف كي لا يسموا الحريري؛ الذي كاد أن يحمّله رسمياً كل أوزار الانهيار حصراً، بما في ذلك الملفات التي كانت حكراً على تياره كملف الكهرباء على سبيل المثال لا الحصر.
الأهم؛ أن عون “قال كلمته ولن يمشي”.. فانتظروا الأسوأ.