“نطالب كافة الجهات الدولية والمنظمات الحقوقية بضرورة العمل على وضع آليات سريعة التنفيذ لتوفير إجراءات السلامة للأسيرات الفلسطينيات”، بهذا المطلب أعلن الأزهر الشريف عن تضامنه الكامل مع الأسيرات الفلسطينيات، مندداً باستمرار التصعيد الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وبخاصة قراره إطلاق الرصاص مباشرة تجاه راشقي الحجارة، مؤكداً أنه قرار يعطي الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الإعدامات الميدانية بحق الفلسطينيين.
وأدان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، مساء أمس الثلاثاء، ما أوردته وسائل الإعلام العبرية الرسمية عن إصدار جيش الاحتلال الصهيوني لتعليمات جديدة تقضي بالسماح لجنوده في الضفة الغربية المحتلة بإطلاق الرصاص مباشرة تجاه الشباب الفلسطيني من راشقي الحجارة.
واعتبر المرصد، في بيان وصل مراسل “المجتمع”، القرار يمثّل تصعيدًا خطيرًا يستهدف حياة الفلسطينيين، موضحاً أن تعليمات إطلاق النار السابقة كانت تتيح لجنود الاحتلال إطلاق الرصاص على راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة أثناء الحدث فقط ووفق تقدير مدى الخطر الذي يهدد الجنود، لكن التعليمات الجديدة تتيح إطلاق الرصاص أثناء الحدث وحتى بعد انتهائه وبدون تقدير لمدى الخطر الذي يهدد حياة الجنود؛ الأمر الذي سيعطي الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الإعدامات الميدانية بحق الفلسطينيين وفقًا لأهواء وتقديرات جيش الاحتلال.
وطالب المرصد المجتمع الدولي والمؤسسات والهيئات الدولية وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية باتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات تكفل وقف تنفيذ هذا القرار وإلغائه على الفور.
وأشار إلى ضرورة حل المشكلة الأساسية لخلق هذا العنف ألا وهي الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين والعمل على إنهائه، وذلك وفقًا لجميع قرارات الأمم المتحدة.
تصعيد صهيوني
كما أدان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف قيام إدارة سجن “الدامون” الصهيوني بالاعتداء على الأسيرات الفلسطينيات، بعد رفضهن إجراءات جديدة أعلنت عنها الإدارة بحقهن.
ونقل المرصد في متابعة حديثه عن نادي الأسير الفلسطيني، أن الأسيرات تعرضن للضرب المبرح والسحل وقطع الكهرباء عنهن، بالإضافة إلى نزع الحجاب عن رؤوسهن وتهديدهن المستمر برش الغاز داخل غرفهن، كما قامت إدارة السجن بعزل ثلاث أسيرات.
وحمل مرصد الأزهر إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسيرات الفلسطينيات القابعات في سجونهم.
ودعا المرصد المولى -عزَّ وجلَّ- أن يفكَّ أسرهم من قيود سجَّانيهم، وأن تشرق شمس الحرية على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إشادة ودعوة
وكان مرصد الأزهر أشاد بنتائج تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يؤيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، والذي اعتمد بأغلبية ساحقة، قبل أيام.
وأشار المرصد في متابعة حديثة أن أهمية القرار تكمن في إعادة التأكيد على حق الشعب الفلسطيني الراسخ في تقرير مصيره؛ بما في ذلك الحق في أن تكون له دولته المستقلة فلسطين، وحث جميع الدول والوكالات المتخصصة ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني ومساعدته لنيل حقه في تقرير المصير في أقرب وقت. والضرورة الملحّة بإنهاء الاحتلال الصهيوني، وتحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة؛ لإيجاد حل دائم للصراع على أساس وجود دولتين.
وأكد مرصد الأزهر ضرورة تفعيل قرارات القانون الدولي والبدء الفوري في تنفيذها، بما يكفل للشعب الفلسطيني تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، والتصدي الفوري لأشكال العدوان الصهيوني كافة، وضرورة وضع آليات لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه، وتفعيل المسؤولية الدولية في حماية وتنفيذ هذا الحق.
وأشاد المرصد بمواقف الدول الداعمة للقرار الفلسطيني، باعتباره انتصارًا للقضية الفلسطينية العادلة، ورفضًا عالميًا لجرائم الكيان الصهيوني وممارساته الإرهابية، وفشله في تمرير روايته الكاذبة.