حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، من حدوث “أزمة جوع عالمية” جراء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
ومنذ 24 فبراير/ شباط الماضي، تنفذ روسيا عملية عسكرية في جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم عديدة إلى فرض عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية على موسكو.
وقال غوتيريش، في تصريحات لصحفيين: “قبل شهر، شن الاتحاد الروسي غزوا واسع النطاق لأوكرانيا في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة، وذلك بعد شهور من حشد قوات عسكرية ساحقة على طول الحدود الأوكرانية”.
وأضاف أن “عشرة ملايين أوكراني أُجبروا على ترك ديارهم منذ ذلك الحين”.
وأردف: “لأكثر من أسبوعين الآن، يطوق الجيش الروسي مدينة ماريوبول (جنوبي أوكرانيا) ويقصفها ويهاجمها بلا هوادة”.
ومستنكرا، تساءل: “لماذا هذا القصف (؟!) حتى لو سقطت ماريوبول لا يمكن احتلال أوكرانيا مدينة تلو مدينة وشارعا تلو شارع وبيتا تلو بيت.. النتيجة الوحيدة لكل هذا هو المزيد من المعاناة والدمار والرعب”.
وشدد على أن “استمرار الحرب في أوكرانيا أمر غير مقبول أخلاقيا، ولا يمكن الدفاع عنه سياسيا، وغير منطقي عسكريا”.
وتابع: “الشعب الأوكراني يعاني من جحيم.. ويشعر العالم بأسره الآن بالخطر الهائل في أسعار المواد الغذائية والطاقة والأسمدة.. ما يهدد بحدوث أزمة جوع عالمية”.
وزاد غوتيريش أن “هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها. عاجلا أم آجلا، سيتعين الانتقال من ساحة المعركة إلى طاولة السلام. هذا أمر لا مفر منه”.
وأكمل: “السؤال الوحيد الآن هو: كم روحا يجب أن تُفقد، وكم عدد القنابل التي يجب أن تسقط، وكم أوكرانيا وروسيا سيُقتلون قبل أن يدرك الجميع أن هذه الحرب ليس فيها منتصرون.. فقط خاسرون (؟!)”.
وأكد أنه “حان الوقت لإيقاف القتال وإنهاء هذه الحرب المروعة العبثية، ومنح السلام فرصة”.
وتطرق إلى المحادثات الروسية الأوكرانية بقوله: “من خلال تواصلي مع مختلف الجهات الفاعلة، تلوح عناصر من التقدم الدبلوماسي بشأن العديد من القضايا الرئيسية”.
واستطرد: “لدينا ما يكفي على الطاولة لوقف الأعمال العدائية الآن.. والتفاوض بجدية”.
ولإنهاء العملية العسكري، تشترط روسيا أن تتخلى أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في سيادتها.