تظاهر مئات التونسيين، الأحد، في محافظة مدنين، جنوب شرقي البلاد، احتجاجا على المسار السياسي الذي يسلكه الرئيس قيس سعيد.
وبحسب مراسل الأناضول، حضر الوقفة شخصيات سياسية يمثلون حراك “مواطنون ضد الانقلاب” و “جبهة الخلاص الوطني” على غرار أحمد نجيب الشابي.
وخلال الوقفة الاحتجاجية، رفع المشاركون شعارات ضد حكم سعيد، بينها “حريات حريات .. دولة البوليس (الأمن) وفات (انتهت)”، و “الشعب يريد ما لا تُريد”، و “لا للاستفتاء المهزلة”.
وقال القيادي في جبهة الخلاص أحمد نجيب الشابي، للأناضول: “مساحة الحرية انغرست في التربة التونسية وليست منّة من قيس سعيد”.
وحول الهيئة الوطنية الاستشارية للجمهورية الجديدة، التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد، قال الشابي: “هذه الاستشارة (استفتاء) هي مَسخ لأنها منطلقة من استشارة إلكترونية لم يشارك فيها أكثر من 90 بالمائة من الشعب”.
وأضاف: “وهذه الاستشارة أقصت مكونات المجتمع المدني والأحزاب دون استثناء”.
بدوره، قال الوزير الأسبق والناشط السياسي سمير ديلو للأناضول: “لا نطلب الانفراد بالقرار بشكل عكسي ولكن دعوتنا لحوار وطني حقيقي تنبثق عليه حكومة إنقاذ وطني ويعيد تونس إلى سكة الديمقراطية بعيدا على الحكم الفردي”.
وأضاف: “قيس سعيد يريد أن ينفرد بالمستقبل من خلال صياغة دستور للتونسيين دون استشارتهم”.
وقبل يومين أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، عن تشكيل الهيئة الوطنية الاستشارية للجمهورية الجديدة برئاسة العميد الصادق بلعيد.
وستتولى هذه الهيئة صياغة دستور جديد للبلاد.
والسبت، تظاهر المئات أيضا في محافظة تطاوين المجاورة لمحافظة مدنين ضد سياسات سعيد، بدعوة من حراك “مواطنون ضد الانقلاب”، و”جبهة الخلاص الوطني”.
وتعاني تونس، منذ 25 يوليو/تموز الماضي، أزمة سياسية حادة، حيث فرض سعيد إجراءات استثنائية، منها حل البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة الحكومة وتعيين أخرى جديدة.
وترفض عدة قوى سياسية ومدنية في تونس هذه الإجراءات، وتعتبرها “انقلابا على الدستور”، بينما تؤيدها قوى أخرى ترى فيها “تصحيحا لمسار ثورة 2011″، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي.