مع اقتراب احتفالات المستوطنين المتطرفين بالأعياد اليهودية بدأت شرطة الاحتلال في مدينة القدس إجراءات تمهيدية لتعزيز الاقتحامات عبر مضاعفة إجراءات التضييق الشديد على البوابات المؤدية للمسجد في محاولة لمنعهم من دخول باحات المسجد الأقصى.
{tweet}url=1572852666430259200&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وشهد الخميس اقتحام عضو الكنيست وزعيم حزب “قوة يهودية” إيتمار بن غبير المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال إلى جانب عشرات المستوطنين حيث أدوا الطقوس التلمودية فيه.
ومنعت قوات الاحتلال المصلين من دخول الأقصى وقامت بعملية إرجاعهم عند باب القطانين تزامناً مع تسهيلها اقتحامه من المستوطنين.
ويأتي اقتحام بن غبير في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من انتهاكات بالغة في المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية بين 26 – 27 من الشهر الجاري.
وخلال الأيام الماضية، دعت شخصيات وهيئات وطنية ومقدسية إلى تكثيف الرباط في المسجد الأقصى لصد اعتداءات المستوطنين.
{tweet}url=1572847903273615360&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
ويعدّ بن غبير من أبرز المنظرين لفكرة إقامة الهيكل المزعوم في المسجد الأقصى، ويعتبر أن الاقتحامات وإقامة الطقوس التلمودية هو المدخل العملي للوصول إلى هذا الهدف.
وحذرت محافظة القدس في بيان صحافي من محاولات الاحتلال لاستغلال الأعياد اليهودية للتصعيد في مدينة القدس وخاصة المسجد الأقصى.
وقالت المحافظة إن الاحتلال يسعى لاستغلال هذه الأعياد من خلال السماح باقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، خدمةً لأهداف سياسية خاصة بالأحزاب الإسرائيلية للحصول على مزيد من أصوات الناخبين.
وذكرت المحافظة في بيانها:” أن الاحتفال بهذه الأعياد داخل باحات المسجد الأقصى وممارسة الطقوس التلمودية والسجود الملحمي والنفخ في البوق هي محاولات لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى”.
وشددت المحافظة على أن الشعب الفلسطيني مستعد لتقديم الغالي والنفيس في سبيل حماية مقدساته وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وحملت حكومة الاحتلال تداعيات هذه الغطرسة والقرارات العنصرية العنجهية غير المحسوبة وما سيترتب عنها من استفزاز لمشاعر المسلمين.
وقالت المحافظة في بيان صحافي اليوم الخميس: “إن إصرار “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال على استثمار الأعياد اليهودية بالسماح باقتحامات المتطرفين المستوطنين باحات المسجد الأقصى، له أهداف سياسية لخدمة الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة للحصول على مزيد من أصوات الناخبين المتطرفين”.
وأضافت أن الاحتفال بهذه الأعياد داخل باحات المسجد الأقصى وممارسة الطقوس التلمودية والسجود الملحمي والنفخ في البوق هي محاولات لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى.
وقالت المحافظة إن الاحتلال يحاول توظيف الأعياد اليهودية من أجل تبرير الاقتحامات وإغلاق جميع منافذ القدس مع محيطها العربي ومنع دخول أبناء شعبنا لها، وتوفير الحماية الكاملة لغلاة المستوطنين لاستباحة المكان وأداء طقوسهم التلمودية، وفرض وجودهم داخل المسجد الأقصى.
ويشار إلى أن الأعياد اليهودية ستبدأ من يوم الأحد المقبل 26 سبتمبر أيلول، وتستمر حتى منتصف أكتوبر.
وفي سياق متصل اعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم المرابطة زينة عمرو ثم ما لبثت وأفرجت عنها.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل المرابطة عمرو في حي الثوري في القدس المحتلة، واعتقلتها من داخل منزلها.
وذكر مرابطون أنه تم الإفراج عن المرابطة عمرو شرط إبعادها عن الأقصى مدة أسبوع قابلة للتجديد، وهو أمر تكرر مع 3 مرابطين خلال اليومين المنصرمين.
وجدير بالذكر أن المرابطة زينه عمرو -58 سنة- تعاني من وضع صحي صعب.
ويشار إلى أن قوات الاحتلال تصعد في هذه الفترة تجاه المرابطين في المسجد الأقصى مع تزامن بدء الأعياد اليهودية.
وفي سياق تهويد القدس أقرت وزارة شؤون القدس لدى الاحتلال تخصيص 2.5 مليون شيكل لإعادة ترميم الشارع الرئيس القديم -الكاردو- في البلدة القديمة من القدس المحتلة بذريعة الحفاظ عليه بعد ظهور تصدعات وتشققات نتيجة الحفريات والأنفاق التي تجريها جمعية “إلعاد” الاستيطانية أسفل أحياء البلدة وخاصة في المنطقة الجنوبية من باب المغاربة وحارة المغاربة ومنطقة القصور الأموية جنوبي المسجد الأقصى.
وبحسب ما ذكرت مصادر إسرائيلية فإنه تم الكشف عن تقرير هندسي خاص تم تقديمه مؤخرًا إلى الوزارة، تبين فيه أن هناك خطرًا مباشرًا بانهيار شارع “كاردو” في البلدة القديمة، وبعد تلقي نتائج التقرير اجتمعت كافة الدوائر الرسمية الخاصة بالوزارة مع لجنة القدس العليا بقيادة الوزير في حكومة الاحتلال زئيف الكين، وتقرر رصد ميزانية فورية قابلة للزيادة وفق الاحتياجات لتقوية وترميم هذا الموقع.
وفي ذات السياق كشفت وزارة شؤون القدس لدى الاحتلال عن مجموعة مشاريع استيطانية تهويدية للبلدة القديمة. وقالت: إن “الوزير الكين والمدير العام لوزارة القدس والتراث ناثانيال إسحاق، قاما بجولة في الحي بقيادة مدير عام شركة تطوير الحي هرتزل بن آري، في الأسبوع الماضي، الذي شرح لهما عن مشروع ترميم كاردو والتقدم المحرز في بناء مصعد حائط المبكى، وترميم كنيس (مجد إسرائيل)، وهما مشروعان مهمان صادق عليهما الكين، وستبدأ أعمال ترميم (الكاردو) في الأسابيع المقبلة من قبل الشركة لتطوير الحي اليهودي”.
وفي سياق متصل قال الباحث المقدسي فخري أبو دياب إن “الاحتلال يستهدف الخان الأحمر لأنه يعتبر عائقاً أمام مخططه الاستيطاني من أجل تطويق مدينة القدس”.
وتابع أبو دياب أن الاحتلال يسعى إلى إغلاق جميع الطرق المؤدية للخان الأحمر بهدف إخلائه والسيطرة عليه”.
ويعتبر الخان الأحمر بمثابة الوجه الحضاري لمناطق محيط القدس الشرقية، إنها بمثابة بوابة، وهدف الاستيطان فيها يقوم على تصفية الوجود العربي بالمنطقة، بحيث يسهل على الاحتلال ضم المستوطنات شرقي القدس وبين القدس والبحر الميت.
وأكد أبو دياب أن الاحتلال يضع عينه على ما يقرب من مليون دونم بالمحميات الطبيعية بهدف استثمارها مستقبلا عبر مزيد من المستوطنين والمشاريع الاستيطانية. والمخطط الكامل هو إقامة مستوطنات في منطقة غلاف القدس. بعد طرد السكان وإبعادهم عن المنطقة بما يشبه حزام من المستوطنات ومن ثم تأسيس غلاف القدس الاستيطاني بحيث تصبح بمثابة حزام من المستوطنات يشبه جدار الفصل العنصري.