دعا الحرس الثوري الإيراني السلطات للتعامل “بحسم” مع الاحتجاجات المستمرة على وفاة فتاة أثناء اعتقالها في مركز للشرطة بطهران، وفي حين ينتظر أن تخرج غدا مظاهرات مؤيدة للحكومة، أفادت مصادر إيرانية بأن حصيلة الضحايا تجاوزت 30 قتيلا.
ففي بيان أصدره اليوم الخميس، وعبّر فيه عن تعاطفه مع أسرة الفتاة مهسا أميني (22 عاما) التي توفيت إثر اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق بحجة “ارتدائها لباسا غير محتشم”، دعا الحرس الثوري السلطة القضائية إلى محاكمة “الذين ينشرون أخبارا كاذبة وشائعات” عن الواقعة.
وأضاف البيان “طلبنا من السلطة القضائية تحديد من ينشرون أخبارا وشائعات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك في الشارع، والذين يعرضون السلامة النفسية للمجتمع للخطر، والتعامل معهم بكل حسم”.
وأشعلت وفاة الفتاة مهسا -والتي قالت السلطات إنها تحقق في ملابساتها- احتجاجات انطلقت من إقليم كردستان، وتركزت في المناطق الشماية الغربية التي تضم الإقليم، ولكنها امتدت أيضا للعاصمة طهران ومدينة مشهد ونحو 50 مدينة وبلدة أخرى في أنحاء إيران.
17 قتيلا
وأفاد التلفزيون الإيراني اليوم بأن الاحتجاجات أسفرت عن مقتل 17 شخصا بينهم عناصر من قوات الأمن، وكانت الحصيلة الرسمية تفيد بمقتل 9 أشخاص فقط.
من جهتها، أفادت منظمة “إيران هيومن رايتس” غير الحكومية ومقرها في أوسلو، اليوم الخميس بأن 31 مدنيا قتلوا حتى الآن.
وأفادت وكالتا أنباء إيرانيتان بمقتل عنصر من قوات التعبئة (الباسيج) طعنا في مدينة مشهد، وآخر جراء طلق ناري في مدينة قزوين، مما رفع إلى 4 عدد القتلى من قوات الأمن، وفقا للمصدر نفسه.
وتعد هذه الاحتجاجات الأوسع التي تشهدها إيران منذ تلك التي وقفت عام 2019 إثر رفع أسعار البنزين وقتل فيها 1500 شخص، بحسب إحصاء لوكالة رويترز.
ووفق مقاطع مصورة نشرتها مواقع إيرانية، فقد أشعل متظاهرون النار في مركزين للشرطة في العاصمة طهران وفي إقليم كردستان إيران.
وفي المقابل، تدخلت قوات الأمن في مناطق عدة لتفريق المتظاهرين، وتنفي السلطات مسؤولية الأمن عن مقتل المتظاهرين، وتقول إن معارضين مسلحين هم على الأرجح من أطلق النار على المحتجين.
مظاهرات مؤيدة
وفي مواجهة هذه الموجة الجديدة من الاحتجاجات، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأنه من المقرر أن تخرج مظاهرات مؤيدة للحكومة غدا الجمعة.
وقالت افتتاحية صحيفة “كيهان” المحسوبة على التيار المحافظ “إرداة الشعب الإيراني هي: لا تتركوا المجرمين”.
وفي ظل الاحتجاجات المستمرة، قال مرصد “نتبلوكس” (NetBlocks) اليوم الخميس إنه تم تسجيل تعطل جديد للإنترنت عبر الهاتف المحمول في إيران مع اتساع نطاق الاضطرابات.
وكان مرصد نتبلوكس وسكان قالوا إن إيران حدّت أمس الأربعاء من قدرة المستخدمين على الوصول إلى تطبيقي “إنستغرام” (Instagram) و”واتساب” (WhatsApp ) المملوكين لشركة “ميتا بلاتفورمز” (Meta Platforms)، وهما اثنان من آخر منصات التواصل الاجتماعي المتبقية في البلاد.
وفي اليوم ذاته، قال وزير الاتصالات الإيراني عيسى زارع بور إن من الممكن أن يتم وضع قيود على الإنترنت بسبب الوضع الأمني الراهن في البلاد.
وذكرت وكالة رويترز أن النساء يلعبن دورا بارزا في المظاهرات المستمرة، إذ يقمن بالتلويح بأغطية رؤوسهن وحرقها، وقامت بعضهن بقص شعرهن في الأماكن العامة.