أشاد رئيس الجامعة الإسلامية في قطاع غزة د. ناصر فرحات بالمواقف التاريخية المشرفة لدولة الكويت في دعم القضية الفلسطينية، واهتمامها بدعم المسيرة التعليمية التي تعزز صمود الشعب الفلسطيني.
وقال فرحات، في حوار لـ”المجتمع”: نحمل الكثير من الحب والاحترام لحكومة وشعب ومؤسسات دولة الكويت الشقيقة؛ لدورهم في تخفيف معاناة الطلبة التي تزداد جراء الحصار وآثار حروب الكيان الصهيوني على القطاع.
ولفت إلى أن مبنى “القدس” يُعتبر أول مبنى دراسي تم تأسيسه بمساهمة كريمة من مؤسسات خيرية كويتية كانت لها بصمة واضحة شهدها الآلاف من الطلبة الذين يدرسون فيه.
دولة الكويت في مقدمة الدول التي تقف إلى جانب شعبنا
وفيما يلي نص الحوار:
ما أبرز صور معاناة الجامعة جراء الحصار والحروب على غزة؟
– الجامعة الإسلامية تعاني من آثار الحروب، والحصار، والدمار، وأكثر المعاناة تقع على أبنائنا الطلاب؛ لأن الجامعة أهلية عامة غير ربحية لا تتلقى أي دعم حكومي، وتعتمد على رسوم الطلبة، ونتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة لا يستطيع آلاف الطلبة تسديد فاتورة مستحقات الرسوم الدراسية للجامعة.
لذلك؛ فإن كثيراً من الطلاب لا يستطيعون إكمال تعليمهم الجامعي سواء من أنهى الثانوية العامة ويكون غير قادر على الالتحاق، أو أثناء دراسته في السنة الأولى أو الثانية، ولم يستطع الإكمال، وهذه ظاهرة موجودة في قطاع غزة لكثير من طلبة الجامعة الذين ينقطعون عن الدراسة الجامعية، وهذه الظروف الصعبة التي يعاني منها الطلبة تترك أثرها الكبير على مسيرتهم الدراسية وعلى مسيرة الجامعة بشكل عام.
ونحن نسعى لمساعدة هؤلاء الطلبة بكل طاقتنا ونتواصل مع المؤسسات الخيرية التي تهتم بدعم طلبة العلم، وفي مقدمتها المؤسسات الكويتية.
أول مبنى أسس بالجامعة مبنى القدس الذي أقيم بمساهمة من مؤسسات كويتية
حدثنا عن دور الكويت في دعم طلبة الجامعة.
– الكويت في مقدمة الدول التي تقف إلى جانب شعبنا الفلسطيني، وشعب الكويت شعب معطاء، والكويت من الدول التي نكُن لها كل الحُب، وكل الاحترام، تقديرًا لمواقفها التاريخية في مساندة أبناء الشعب الفلسطيني، ودعم القضية الفلسطينية على المستوى العربي والدولي، لا سيما دور الكويت ومؤسساتها وشعبها في دعم مسيرة التعليم الجامعي ومساعدة طلبة العلم.
نحن نتواصل مع الكثير من المؤسسات الخيرية الكويتية التي تهتم بدعم طلبة العلم سواء غير القادرين على دفع الرسوم، أو الطلبة الخريجين غير القادرين على تسديد الرسوم المستحقة عليهم وتحرير شهاداتهم.
وهذا الدعم يعطي الأمل، فدعم الطالب لا يقل في أهميته عن مساعدة الجائع، فهو قربة لله تعالى ومن أعمال الخير، وهو استثمار في الإنسان وفي تعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
هل يقتصر دعم الكويت على الطلبة أم هناك دعم آخر؟
– لقد ساهمت في دعم مسيرة الجامعة بشكل عام، فهناك المساهمة في إنشاء المباني، وأول مبنى أسس بالجامعة هو مبنى “القدس” الذي أقيم بمساهمة من مؤسسات كويتية، وهناك المساهمة في التجهيزات العلمية والمختبرات، وإن شاء الله تعالى هذا الدعم يتواصل خاصة في الظروف التي تزداد صعوبة ويزداد فيها أثر الحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل خاص.
غزة تعاني من مشكلة انقطاع الكهرباء، كيف واجهتم هذا التحدي في الجامعة؟
– نعاني كثيراً من نقص ساعات الإمداد بالكهرباء، وكذلك تأثيراته السلبية على مسيرة التعليم بالجامعة، وفي مواجهة ذلك تفضلت جهات كويتية بالتبرع لمشاريع الطاقة الشمسية، والآن مباني الجامعة معظمها تعمل بالطاقة الشمسة، حيث تغطي نسبة عالية من احتياجات الجامعة من الطاقة.
أتابع مجلة “المجتمع” منذ سنوات وأقرأ ما تقدمه من محتوى هادف واهتمام كبير بالهم الفلسطيني
رغم التحديات، فإن الجامعة تحقق العديد من الإنجازات، هل تحدثنا أكثر عن ذلك؟
– رغم الظروف الصعبة، فإن الجامعة الإسلامية في موقع متقدم بين الجامعات الفلسطينية والعربية المشهود لها، حيث تقدم خدمات التعليم العالي بمستوى مشهود له وتحرص على مواكبة البرامج المتطورة، والحديثة، فقد بدأت الجامعة في العام 1978م بكلية واحدة وهي كلية الشريعة الإسلامية، وفي العام الذي يليه افتتحت تخصصين، هما: اللغة العربية، وأصول الدين، واليوم فيها أكثر من 160 برنامجًا أكاديميًا يمنح درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، إضافة لبرامج الدبلوم المهني المتخصص والدورات التدريبية، وتقديم الاستشارات العلمية في المجالات المختلفة، وللجامعة أيضًا إسهامات مهمة في دعم البحث العلمي.
والجامعة على المستوى الأكاديمي والبحثي تشهد تقدمًا ملموسًا، ولدينا خططنا المتطورة حيث تصنف الجامعة ضمن أفضل الجامعات ليس المحلية فقط؛ بل العربية والعالمية.
وقدمت الجامعة خبراتها المتميزة في التعليم عن بُعد خلال جائحة كورونا للعديد من الجامعات، وهي تسعى للتطوير أكثر فأكثر، والجامعة الإسلامية عضو في كثير من الاتحادات، منها: اتحاد الجامعات العربية، ورابطة الجامعات الإسلامية، والاتحاد الدولي للجامعات، بل إنها عضو مؤسس في الكثير من الاتحادات.
ونشهد ثمرات ذلك من خلال الفوز بالمراتب المتقدمة في العديد من المسابقات البحثية والأكاديمية وكذلك الرياضية، وغيرها على المستويات العربية والعالمية.
وقد فتحت الجامعة آفاق التواصل مع الجامعات الخارجية من خلال برامج التبادل الأكاديمي والطلابي، التي لها الأثر الإيجابي في تعزيز الحصيلة العلمية والبحثية لأعضاء هيئة التدريس والطلبة.
وبحسب التصنيفات العالمية التي تصنف الجامعات من حيث جودة التعليم والبحث العلمي وتوفير الخدمات والمختبرات، تتبوأ الجامعة موقعًا متقدمًا بين الجامعات الفلسطينية والعربية والعالمية.
ما الرسالة التي تريد إيصالها عبر “المجتمع” للشعب الكويتي؟
– أغتنم هذا الحوار وأتقدم بالشكر الجزيل لحضرة صاحب السمو الأمير نوّاف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، ولحكومة الكويت وللشعب الكويتي وللمؤسسات الخيرية الكويتية، تقديرًا لدور الكويت الكبير في مساعدة الشعب الفلسطيني في المواقف السياسية، وفي المحافل الدولية، ونقدم شكرًا خاصًا للمؤسسات الخيرية الكويتية التي تمد الشعب الفلسطيني برمق وشريان الحياة، وهذا كله نشعر به ونلمسه.
كان لـ”المجتمع” حضور في تغطية احتفالات التخرج، كيف ترى هذا الاهتمام؟
– أتقدم بالشكر لمجلة “المجتمع” على هذا اللقاء، ولا أخفيكم أنني أتابع المجلة منذ سنوات وكنت قارئًا لها، وكثيرًا ما أتابع موقعها ووسائل التواصل الاجتماعي التابعة لها، وأقرأ ما تقدمه من محتوى هادف وإن شاء الله تعالى إلى الأمام.
كذلك أقدم لـ”المجتمع” شكرًا خاصًا لاهتمامها بتغطية احتفالات التخرج التي أقيمت مؤخراً واهتمامها الكبير بالهم الفلسطيني.