أطلقت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية حملة وطنية تحت شعار «خيركم سورها»، بمناسبة الذكرى الـ62 للعيد الوطني، والذكرى الـ32 ليوم التحرير، المجيدتين؛ بهدف تعزيز الهوية الوطنية، وتخليد هاتين المناسبتين العزيزتين، والتعريف بالإنجازات الإنسانية، ودورها في إبراز الوجه الإنساني المشرق للبلاد، وتنمية علاقاتها مع حكومات العالم وشعوبه، وتعظيم القيم الإنسانية، وتعميق معاني الولاء والانتماء لدى موظفيها.
العمل الخيري إحدى ركائز وعوامل حفظ الله تعالى للكويت في مواجهة الحاقدين والطامعين
وبهذه المناسبات الوطنية، توجه رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة د. عبدالله المعتوق بأسمى آيات التهاني وأحرّ التبريكات إلى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والشعب الكويتي، مشيرًا إلى دور القيادة السياسية في العمل على رفعة الوطن وتقدمه ونهضته وقيادة البلاد بكل حنكة وحكمة، فضلًا عن دعم مسيرة العمل الخيري الرسمي والأهلي، وتعزيز دوره في الاستجابة الإنسانية لحالات الطوارئ في العالم.
وقال: إن دولة الكويت ستظل مركزًا إنسانيًا عالميًا بالنظر إلى مواقفها الإنسانية الرائدة الداعمة للشعوب المنكوبة والمجتمعات الفقيرة، مشيرًا إلى فزعة الكويت –قيادة وشعبًا ومؤسسات– لضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسورية، في موقف إنساني وتاريخي شهد له العالم، وأثنت عليه المنظمات الدولية، وأبرزه الإعلام العالمي.
وأضاف د. المعتوق: هذه المناسبات غالية وعزيزة على قلوب كل أبناء الوطن، وهي فرصة عظيمة أن نشكر الله عز وجل لما أسبغ علينا من نِعَم كثيرة كالاستقرار والأمن والرخاء والتقدم والازدهار، وأن نستذكر بكل عرفان ووفاء وتقدير كفاح أبناء الكويت البررة؛ الذين ضحوا بأرواحهم، وأسهموا في إعادة رفع راية الخير والحرية والأمن والاستقلال والسلام لترفرف مجددًا في جنبات كويت الخير والعطاء والإنسانية.
القيادة السياسية تقود البلاد بكل حنكة وحكمة للعمل على رفعة الوطن وتقدمه ونهضته
وأضاف أن الهيئة الخيرية بوصفها واحدة من مؤسسات هذا الوطن الغالي دأبت على المشاركة في هذه المناسبات الوطنية عبر حملة إعلامية واسعة في الداخل والخارج؛ لتأكيد أهمية هذه المناسبات الوطنية الخالدة، وبيان مكانة الوطن في القلوب، وتكريس قيم الانتماء إليه، والمحافظة على وحدته، وإظهار دور العمل الخيري كأحد الأسوار المكينة في حماية الوطن، وأحد صور شكر النعمة، عبر الاستمرار في دعم مسيرة البذل والعطاء، واقتفاء أثر الأجداد والآباء.
وشدّد د. المعتوق على أن الإسلام أعلى من شأن قيمة الوطن، وإذا كان حب الوطن شعورًا غريزيًا وفطريًا، فإن الإسلام زاده تأكيدًا وبصيرة وعمقًا، وحثَّ أبناءه على الذود عن حياضه والدفاع عن وحدته ومقدّراته، والعمل على ازدهاره وتطوره وتنميته ونهضته، موضحًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق مهاجرًا من مكة إلى المدينة، اشتاق إلى مكة وإلى مولده ومولد آبائه، فأنزل الله عليه الآية الكريمة: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ) (القصص: 85)، وعندها قدّم النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا يُحتذى في حب الوطن، قائلاً: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ»، في إشارة واضحة إلى حبه لوطنه مكة.
فزعة الكويت لضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسورية موقف إنساني وتاريخي شهد له العالم
وتابع: الله سبحانه وتعالى سخَّر لنا هذا الوطن العزيز بما أفاء الله علينا من عطاء وافر وعيش كريم، حيث نشأنا على ترابه، وتعلّمنا في مدارسه وجامعاته، وترعرعنا على خيراته، وتنسّمنا في ظلاله عبير الحرية والأمن والأمان، ومن واجبنا أن نحافظ على ثوابته ومكتسباته الوطنية والإنسانية.
وحول العمل الخيري ودوره في الحفاظ على الوطن، قال د. المعتوق: إن «صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، وإن الله سبحانه تعالى جبل أهل الكويت على حب الخير وتقديم العون للمحتاجين، مشيرًا إلى أنهم بادروا إلى إنشاء المؤسسات والجمعيات الخيرية لجمع التبرعات من الصدقات والزكوات ورعاية الأوقاف للعمل على تلبية احتياجات الفئات الضعيفة في كل أصقاع العالم من دون تمييز.
وناشد أهل الخيري أن يواصلوا دعمهم لمشاريع العمل الخيري الذي كان ولا يزال عبر التاريخ أهم ركائز وعوامل حفظ الله تعالى للكويت في مواجهة الغزاة والطامعين والحاقدين، الذين ردوا على أعقابهم خاسئين، وعادت الكويت حرة أبية عزيزة، وعاد الخير معها يرفرف مع علمها في شتى أنحاء العالم.
وأردف: أهل الكويت برهنوا بحبهم للعمل الخيري ودعمهم له على أنهم أصحاب رسالة إنسانية، وأنهم يدركون قيمة العمل الخيري بوصفه تجارة مع الله سبحانه وتعالى، وأن مردود هذه التجارة على الوطن خيرًا واستقرارًا وأمنًا وأمانًا، فكم من فقير لهج بالدعاء للكويت وأهلها، وكم من محتاج رفع يديه داعيًا الله بأن يحفظ الكويت وأهلها بسبب أعمال البر والخير.
اندحر الغزاة.. وعادت الكويت حرة أبية عزيزة وعاد الخير معها يرفرف في شتى أنحاء العالم
وأضاف د. المعتوق: من واجبنا أيضًا تجاه وطننا في هذه المناسبات الطيبة أن ننمي في نفوس أبنائنا قيم حب الوطن والتسامح والأمن والأمان والمسؤولية، وتعزيز قيم الوطنية والمسؤولية المجتمعية، وإبراز دور العمل الخيري في حفظ الوطن وتوطيده أواصر العلاقات مع شعوب العالم.
وإلى ذلك، بعث د. المعتوق برقيات تهنئة إلى القيادة السياسية والتنفيذية والنيابية بهذه المناسبات الوطنية، دعا فيها الباري عز وجل أن يمنَّ على وطننا العزيز بالمزيد من الاستقرار والرخاء والتقدم والازدهار على كل الأصعدة، وأن يجعل الكويت واحة أمن وخير وأمان ودار سلم وسلام وعز ورخاء في ظل قيادة سمو أمير البلاد.