كتب: سامح أبو الحسن
عقدت حكومة اليمين «الإسرائيلي» المتطرف، اليوم الأحد، جلستها الأسبوعية، في أنفاق حائط البراق بمدينة القدس المحتلة، وقال نتنياهو في بداية جلسة الحكومة: إن الاجتماع بمثابة رسالة لأبي مازن بعد تصريحاته في الأمم المتحدة أنه لا علاقة لليهود بالقدس، مدعيًا أن اليهود تواجدوا في هذه الأرض قبل 3 آلاف عام.
وأوضح بالقول: أبو مازن قال منذ أيام: إن لا علاقة للشعب اليهودي بالقدس والحرم هنا؛ لذلك ألفت انتباهه إلى أننا اليوم نعقد اجتماعنا الخاص هنا في عمق القدس وحرمها!
وزعم أن حكومته حققت الردع ضد الفصائل الفلسطينية بغزة بعد العملية الأخيرة ضد حركة الجهاد الإسلامي؛ وهو ما سمح لـ«مسيرة الأعلام» بتنظيمها كما هو مخطط لها.
وفي سياق آخر، دعا نتنياهو وزراء أحزاب الائتلاف الحكومي بالحفاظ عليه واستمرارية الحكومة الحالية، متحدثًا عن قدرته في إيجاد حل لأزمة الموازنة الحالية.
استفزاز صارخ
هذا، وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت البروفيسور عبدالله الشايجي أن تصريح نتنياهو اليوم خطير ومستفز بتصميم حكومته المتطرفة في الذكرى 56 لاحتلال القدس والمسجد الأقصى من الأردن، وهو ما جاء على لسانه بقوله: وحدنا القدس قبل 56 عاماً، لكن المهمة لم تكتمل (استكمال تهويد القدس الشرقية ودمجها بالقدس الغربية بالتضييق على سكانها الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين).
وتابع الشايجي: في أول رد مستفز على القمة العربية وإعلان جدة الذي أكد مركزية وتكثيف الجهود لدعم القضية الفلسطينية، اجتمعت حكومة أقصى اليمين الفاشية للمرة الأولى تحت حائط البراق، واقتحم بن غفير باحات المسجد الأقصى المحتل، أكرر استفزاز الصهاينة سيفجر مواجهات ولحرب! ماذا العرب فاعلون؟
ووصف الشايجي ما قامت به حكومة نتنياهو من عقد جلسة مجلس الوزراء أسفل حائط البراق الذي صدق خلالها على 17 مليون دولار لبناء أنفاق بأنه استفزاز صارخ ينسجم مع نهج حكومته الفاشية، ناهيك عن اقتحام بن غفير، وزير الأمن الداخلي، باحات المسجد الأقصى المبارك للمرة الثانية.
تصعيد خطير للحرب الدينية
فيما قال حازم قاسم، الناطق باسم حركة «حماس»: إن عقد حكومة الاحتلال اجتماعها الأسبوعي في أنفاق حائط البراق لمدينة القدس المحتلة تصعيد خطير للحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على المدينة المقدسة.
وأضاف قاسم، في تصريح صحفي اليوم الأحد، أن هذه الخطوات التهويدية التي تنوي الحكومة الصهيونية إقرارها في اجتماع اليوم محاولة لتزوير هوية مدينة القدس، وهو ما يشكل عدواناً صارخاً على شعبنا وأمتنا، وأكد أن الشعب الفلسطيني سيواصل قتاله ونضاله المشروع للحفاظ على هوية مدينة القدس الفلسطينية العربية والإسلامية.
مؤامرة كبيرة
واستنكرت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية عقد حكومة الاحتلال الصهيوني اجتماعها الأسبوعي في أنفاق أسفل المسجد الأقصى، تزامناً مع اقتحام الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير باقتحام باحاته صباح اليوم، وتعده تصعيداً خطيراً وصباً للزيت على النار، ويشكل عدواناً صارخاً على الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، وهو تجسيد للحرب الدينية التي أعلنها الاحتلال ضد الأمة ومقدساتها.
وحذرت كتلة التغيير والإصلاح أن ما يجري في المسجد الأقصى ينذر بتعرض المسجد الأقصى لمؤامرة كبيرة على يد الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة، وإن عقد مثل هذا الاجتماع هو محاولة صهيونية مكشوفة لتزوير هوية مدينة القدس الإسلامية وتهدف لفرض سياسة الأمر الواقع وتغيير حقائق التاريخ على حساب الحقوق الفلسطينية التاريخية، وأكدت الكتلة، وأمام الصلف الصهيوني الممنهج والمستمر بحق المسجد الأقصى فليس أمام شعبنا الفلسطيني إلا مواصلة مقاومته ونضاله المشروع للحفاظ على هوية مدينة القدس الفلسطينية العربية والإسلامية.
ودعت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانات العربية والإسلامية بضرورة التحرك الفوري للدفاع عن المسجد الأقصى، والعمل بكل الوسائل وعلى كل المستويات لوضع حد لهذه العقلية الإجرامية الصهيونية، ووقف التغول المستمر بحق المدينة المقدسة.