«الفتية الأبابيل»، إحدى القصائد التي ألقاها الشاعر يوسف العظم الملقب بـ«شاعر الأقصى» في المهرجان الذي أقامه اتحاد طلبة جامعة الكويت بتاريخ 8 فبراير 1988 تحية للانتفاضة ودعماً للسائرين على خُطى الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم.
حِجاَرةُ القُدسِ نِيرانٌ وسِجِّيــــلُ
وفِتيةُ القدسِ أَطيارٌ أبابيـــــلُ
وسَاحةُ المسجدِ الأقصى تَمُوجُ بـهِم
ومَنطِقُ القُدسِ آياتٌ وتَنـزيـــلُ
وَالشَّعبُ يَزحفُ إيماناً وتَضحــيةً
ما عدا يُوقِفُ زَحفَ الشَّعبِ تَنـكيلُ
وَصَيحةُ الشعبِ حُرّاً في تَدَفٌّــقـِهِ
مِنَ المسَاجِدِ تَكبيرٌ وتَهلِيـــــلٌ
حيٌّوا الجُموعَ التي هَبَّت لِنَجدَتِــهِ
يَقُود رَكبَ الهُدَى لِلنصرِ جبــريلُ
تُعَاهدَ القُدسَ في صِدقٍ, بأَنَّ لَهــاَ
عهداً مَع اللهِ ما للعَهدِ تَبديــــلُ
والقُدسُ تَزدانُ في ساحاتِها ارتفَعت
بَيَارِقُ الحقِّ تَحميهاَ بَهاَلِيـــــلُ
تكلّم الحَجَرُ القُدسيٌّ فَانتفضَـــت
سَوَاعِدُ الصِّيدِ وَاندَكَّت أَباَطيـــلُ
وَجُندُ صِهيَونَ قَد خَابَت مَطَامِعُهـُم
مَا عَادَ يَنفَعُهم سِجنٌ وَتَرحِيـــلُ
أَنّى توجَّهَ جَيشُ البَغيِ فِي صـَلـَفٍ,
فِي كُلِّ ناَحِيَةٍ, يَلقَاهُ عِزرِيــــلُ(1)
الطِّفلُ والشَّيخُ والأمٌّ التي خـَرجَـت
في كَفِّهَا المَوتُ للطٌّغيانِ مَحمـُولُ
والقُدسُ أرضُ العُلَى وَالمُجدِ مُذعُرِفَت
يُبَارِكُ القُدسَ قُرآنٌ وإِنجِيـــــــلُ
راحت تُحطِّمُ قَيدَ الذٌّلِّ شَامِخـــَةً
لاَ تَرتَضِي أَن يُذِلَّ القُدسَ تَدوِيــــلُ
تلكَ العَرُوسُ التي بَاهَى الشَّهيدُ بِهاَ
وَمَهرُها مِن دَمِ الأَحرَارِ مَطلُــــولُ
لَئِن طغَى في رُبَاهاَ العِلجُ وَاأَسَفـَى
وَمَزَّقَ الشَّعبَ تَشرِيدٌ وَتَقتِيــــــلُ
فإنَّ هِمَّتَها بَاللهِ عَاليـــــــَةٌ
ولَيسَ فِي رَفَضِهاَ لِلذٌّلِّ تأوِيـــــلُ
قُولُوا لِمَن قَد تَناَدَوا في مُؤَامــَرةٍ,
لِيُجهِضُوا الحقَّ في ساحاتِنا قُولُـــوا
لقَد مَضَى زَمنُ التَّخذِيلِ فانطَلِقـِي
يا قُدسُ ولَّى زَمانٌ فِيهِ تَخذِيـــــلُ
فَوقَ الجِباَهِ جِرَاحٌ يَا لَعِزَّتِـــها
قَد زَانَهاَ مِن دَمِ الآسَادِ إِكلِيـــــلُ
أَبُو عُبَيدَةَ يَرنُو نَحوَ هَامَتِـــها
وخَالدٌ مِن سُيُوفِ اللهِ مَسلُـــــولُ
وجَعفرٌ جَاثِمٌ كَاللَّيثِ يَرقُبُـــهاَ
وَقَد أَطَلَّ يُنَاجِيهَا شُرَيـبِــــــيلُ
قَد بِتٌّ أَخشَى خِيَانَاتٍ, تُمَزِّقُــنَا
وَيَقتُلُ ” الحقَّ ” فِي المِحرابِ ” قاَبِيـلُ “
مَتَى تَعُودُ إلى الأقصى جَحاَفِلُـنَا
وَقَد أَضاَءَت حِمَى الأقصى قَنـَادِيـلُ
هَذِي بَشَائِرُ يَومِ النَّصرِ نُعلِنُــهاَ
وَلَيسَ فِي قَولِها زَيفٌ وَتَـهـوِيـــلُ
فَالنَّصرُ يُمسِي قَرِيباً حِينَ نَقصـُدُهُ
وَالنَّصرُ حِينَ يُرَادُ النَّصرُ مـَأمُــولُ
___________________________________________________
كتاب «الأعمال الشعرية الكاملة» للشاعر يوسف العظم.