ذكر د. صالح النعامي، الباحث الفلسطيني في الشأن الصهيوني، أن هناك عدة تحولات طرأت على عمليات المقاومة الفلسطينية وباتت تشكل قلقاً دائمًا للكيان الصهيوني.
وأوضح النعامي، في مقطع مصور نشره على حسابه في «تويتر»، أن عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية تأتي في إطار حالة نضالية متصلة وليست موجة عمليات عابرة كما حدث في عامي 2015 و2017، مشيراً إلى العمليتين البطوليتين في منطقتي جنوب الخليل وحوارة اللتين أسفرتا عن مقتل 3 مستوطنين وجرح آخر بجروح بالغة.
وبين أن عمليات المقاومين باتت تغطي كل جغرافيا الضفة الغربية بعد أن كانت مقتصرة على منطقتي نابلس وجنين شمالي الضفة الغربية، لافتاً إلى جرأة عمليات المقاومة وطابع المهنية العالي والقدرة القتالية الذي تتسم بها خلال التنفيذ؛ الأمر الذي دفع الأوساط العسكرية والاستخبارية الصهيونية إلى الاعتقاد بأن جزءاً من هذه العمليات تقف خلفها تشكيلات تنظيمية وليست فردية؛ لأنها تتطلب جمع معلومات استخبارية والتعرف على طرق الانسحاب.
وتابع أن هذه العمليات أعادت إلى الواجهة الجدل «الإسرائيلي» الداخلي حول جدوى الاستيطان والاحتلال، فنجد أن رام بن باراك، نائب الرئيس السابق لجهاز «الموساد»، يقول: إن هذه العمليات نتاج الاحتلال والتواصل والاحتكاك المباشر مع الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه حتى وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير يقر أن هذه العمليات نتاج ما يقوم به الجيش والمستوطنون من جرائم.
وزاد النعامي أن تواصل العمليات الفدائية دليل على أن المقاومة تجاوزت حدود القمع «الإسرائيلي»، فهي تأتي بعد شن مئات عمليات الاقتحام التي تتعرض لها المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، في ظل التعاون الأمني الذي تقدمه السلطة الفلسطينية وعدوان المستوطنين.
وأكد النعامي أن أحد الأطراف الخاسرة من هذا الواقع إلى جانب الكيان الصهيوني السلطة الفلسطينية، فهي تساهم من خلال التعاون الأمني في محاولاتها لتجفيف بيئة المقاومة، وفي الوقت نفسه يساعد الاحتلال في تحميلها المسؤولية عن هذه العمليات؛ ما يدل على أن سلطة عباس مطالبة بإعادة تقييم السلوك الذي يتعارض مع النهج الوطني الفلسطيني.