كرمت الجمعية الكويتية للغة العربية الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي سعد مرزوق العتيبي بمقر نماء الخيرية بمنطقة صباح السالم، صباح اليوم 22 أغسطس 2023م، بحضور رئيس الجمعية الكويتية للغة العربية د. آمال العواد، ونائب رئيس الجمعية د. عيد حامد الظفيري؛ وذلك لدعم نماء الخيرية لجهود الجمعية المبذولة في دعم اللغة العربية والحفاظ على لغة الضاد.
هذا، وقال الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية سعد مرزوق العتيبي: لقد شرّف الله تعالى اللغة العربية بكونها لغة القرآن الكريم، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف: 2)، وجعل الله شعائر الدين الإسلامي باللغة العربية، وقراءة القرآن باللغة العربية، ونطق الشهادة أيضًا باللغة العربية.
د. العواد: نسعى إلى تعزيز مكانة «العربية» في نفوس الأبناء
وأوضح العتيبي أن اللغة العربية تواجه الكثير من تحديات العصر، فنجد انتشار العامية والمصطلحات الدارجة والقليل يتحدث العربية الفصحى في مواقع تعليمية أو مناسبات معينة، وهناك تحديات داخلية تتمثل في البعد عن استخدام الفصحى واستبدال العامية بها، أو مزجها باللغات الأخرى بدعوى التحضر والسرعة، مع العلم أن التطور لا يكون بالبعد عن حضارتنا ولا عن لغتنا العربية الفصحى، فالكثير من الدول تقدمت مع حفاظها على لغتها الأساسية مثل اليابان والصين.
أما عن التحديات الخارجية، فقال العتيبي: إنها تتمثل في الغزو الفكري للغات الأجنبية الأخرى لتحل محل اللغة العربية في التعلم والدراسة، بدعوى تقنيات العولمة الحديثة التي ترغب في ابتلاع ثقافات الشعوب العربية، والقضاء عليها، مع العلم أن حفاظنا على اللغة العربية لا يعني على الإطلاق دعوة لعدم تعلم اللغات الأخرى، بل إن رسولنا الكريم دعانا لذلك مع الحفاظ على لغتنا الأم، فلغتي هويتي.
من جانبها، قالت رئيس الجمعية الكويتية للغة العربية د. آمال العواد: إن اللغة العربية ازدهرت شعراً وأدباً قبل مجيء الإسلام، ثم احتلت مكانة مرموقة مع بزوغ فجر الإسلام والتطور الحضاري والثقافي الذي عرفته الأمة الإسلامية، حيث سطع نجم مجموعة كبيرة من العلماء والأدباء والمفكرين في ميادين علمية ومعرفية عديدة؛ مما جعل منها لغة يتهافت على تعلمها، والنهل مما يكتب بها، كثير من العلماء الأجانب.
د. الظفيري: نستهدف تأهيل جيل من الطلبة يعتز بـ«العربية» ويتمكن منها
وأضافت العواد: من هذا المنطلق، أخذت الجمعية الكويتية للغة العربية على عاتقها تعزيز مكانة العربية في نفوس الأبناء، ووضع الحلول الناجعة لمواجهة مظاهر هذا الضعف اللغوي، والتعاون مع الهيئات والوزارات والمؤسسات من أجل تقديم الخطط العلاجية اللازمة لذلك، متوجهة بالشكر إلى نماء الخيرية على دعمها لمسيرة الجمعية الكويتية للغة العربية، مؤكدة أن الفصحى تبقى اللغة الرسمية للكويت واللغة العزيزة على كل مسلم على وجه الأرض.
من ناحيته، قال نائب رئيس الجمعية الكويتية للغة العربية د. عيد الظفيري: إن الشكاوى المتداولة في الوقت الحالي عن تدني مستويات الأبناء في تعلم اللغة العربية أحد مظاهر التراجع الحضاري الذي تشهده أمتنا، والمشكلة تكمن فينا نحن أبناء العربية لا في العربية نفسها.
وتتطرق الظفيري إلى دور الجمعية خلال فترة الصيف التي تجاوزت مدة الـ80 ساعة خلال شهرين بمعدل ساعتين يومياً لمدة خمسة أيام في الأسبوع، عن طريق دورات تستهدف تأهيل جيل من الطلبة يعتز باللغة العربية ويتمكن منها، وإعادة الاعتبار إلى مهارة الحفظ باعتبارها أساسية في تكوين الطالب.