ألا إن غزة استفرغت وسعها، وقدمت بنفس رضية فلذات أكبادها، نصرة لدينها واستجابة لربها، وهي بذلك لا تمن على الله، بل الله يمن على أهلها أن هداهم لطريق العزة والكرامة، طريق ذات الشوكة الذي يعقبه النصر المبين، بإذن رب العالمين القائل: (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص: 83)، وهو طريق على صعوبته وعلى قلة السالكين فيه، إلا أنه الطريق الوحيد الموصول للتحرير، وأحسب أن ما يحصل الآن هو ملهم لشعوب الأمة الإسلامية للتحرر من الاستبداد ومن كل عائق في سبيل نهضة الأمة، وإن تحرر الإنسان تحررت الأوطان.
إن غزة تهيب بالأمة الإسلامية الاستجابة للنفير، والعمل على كسر الحصار الجائر عنها، فها هي قوى الغرب بعنجهيتها وغطرستها تحشد الجنود والأسلحة الحديثة المدمرة لنصرة ربيبتها (الكيان المحتل)، ولا يليق بالأحرار إلا أن يحشدوا قواهم نصرة للمجاهدين عن مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، وعليهم أن يوسعوا دائرة الاشتباك مع العدو وداعميه، وأن يضغطوا على حكوماتهم بكل السبل المتاحة لتنخرط في المواجهة، فالواجبات تعظم بحسب القدرات والإمكانات، ولا يليق بالأحرار إلا أن يكونوا في الصفوف الأولى المتقدمة، فعلينا جميعاً بذل المزيد من الجهود نصرة للمجاهدين الذين يقاتلون اليوم دفاعاً عن كرامة الأمة الإسلامية بأسرها.
وفي هذا الصدد نقترح على حضراتكم «عشرية النصرة»، وأحسب أنها تمثل الحد الأدنى الذي ينبغي ألا نقصر فيه، وهو من باب التناصح والذكرى التي تنفع المؤمنين، علماً أن هذه العشرية هي نموذج يمكن البناء عليه وتطويره ونشره.
وهي كما يلي:
1- عمل تسجيلات فيديو قصيرة ومؤثرة ونشرها حضاً للأمة على النصرة وتثبيتاً للمجاهدين وليكن صوتكم هو الإعلام المقاوم.
2- الرد على شبهات المحتلين والمطبعين وعلى ما يثيرونه من افتراءات، ونشرها عبر منصاتكم الإلكترونية.
3- المشاركة المؤثرة في الفعاليات المناصرة للقضية في الدول التي تتواجدون فيها، ودعوة أهل البلد للمشاركة الفاعلة فيها.
4- زيارة أهالي شهداء فلسطين المقيمين في البلد المتواجدين فيه ومواساتهم وتثبيتهم.
5- المشاركة في كلمات مع وسائل الإعلام المختلفة ما أمكن، والكتابة والنشر في الصحافة خاصة الإلكترونية، والكتابة باللغة الإنجليزية لمن يستطيع ونشرها مع الوسوم المشتهرة (الهاشتاج).
6- المشاركة في الجهاد بالمال بذلاً ودعوة وتحريضاً.
7- تفعيل دائرة الأهل والأقارب في الحدث خاصة شريحتي الأطفال والشباب، ودعوتهم لفعل ما يمكن لإظهار النصرة خاصة في مدارسهم وجامعاتهم، فالشباب هم صناع المستقبل.
8- مقاطعة بضائع الشركات الداعمة للعدو الصهيوني استيراداً واستهلاكاً.
9- مخاطبة البرلمانيين والسياسيين والشخصيات المؤثرة لتبني مشاريع عمل مدروسة لإغاثة غزة، وفضح المتواطئين والمتخاذلين.
10- الدعاء الدائم وصلاة القيام والتهجد والصيام والقنوت والتضرع إلى الله القوي الجبار أن ينجي المستضعفين وينصر المجاهدين ويذل ويدحر المعتدين، وأن يخلصنا من الحكام المستبدين.
نسأل الله تعالى أن يستعملنا ولا يستبدلنا.