شهدت مدينة راسو بإقليم الصومال الإثيوبي حفل كرنفال بهيج لتخريج نحو 400 حافظ وحافظة للقرآن الكريم، وسط مشاركة رسمية وشعبية ضجت بها ساحات مركز «دار القرآن» لتحفيظ القرآن الكريم والتربية الإسلامية، بمدينة العلم والعلماء كما تعرف محلياً.
ومدينة راسو، إحدى المدن الرئيسة في إقليم الصومال الإثيوبي شرق البلاد، أحد الأقاليم الإثيوبية الـ12، وحاضرته مدينة جيجيغا، على بعد 620 كلم عن العاصمة أديس أبابا، فيما يتميز شعب الصومال الإثيوبي برقصاته الفريدة، ووجباته المتميزة التي لا يغيب عنها اللبن واللحم، خاصة لحوم الإبل التي يزخر بها الإقليم كثروة حيوانية ومصدر فخر لدى شعبه.
زفة فرح لخريجي الدفعة الـ13
وزفت مدينة راسو أشبالها من طلاب الدفعة الـ13 من حفظة طلاب دار تحفيظ القرآن الكريم وعددهم 320 حافظاً وحافظة، بجانب خريجي الدفعة الرابعة من طلاب دار الحديث وعددهم 87 خريجاً وخريجة، وسط حضور محفود وحفل مشهود، برئاسة الشيخ عبدالعزيز عبدالولي محمد، نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ود. عبدالله خضر أحمد، مدير إدارة التعليم بالمجلس، والشيخ أحمد محمد علي، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإقليم الصومال الإثيوبي، صاحب الحفل.
وفي حفل ساد فيه جو من الفرح والحبور والبهجة والسرور أوساط مدينة راسو، وهم يزفون فلذات أكبادهم في حفلة التخرج الزاهية، لينضموا لمنظومة من الغرس الطيب بذرت بذرته ودرجت على إقامته سنوياً هذه المدينة الوادعة التي تأسست على يد ثلة من أصحاب الفضيلة العلماء وضعوا بذرة خيّرة كان نتاجها منظومة متكاملة من مؤسسات إعداد وتأهيل وتكوين العلماء.
مركز «دار القرآن» والتربية الإسلامية
ومركز «دار القرآن» لتحفيظ القرآن الكريم والتربية الإسلامية بمدينة راسو في إقليم الصومال الإثيوبي شرقي البلاد، يبدأ بدار التحفيظ ودار الحديث ومؤخراً جامعة راسو، حيث يتلقى الطلاب رحيقاً معرفياً من العلوم الشرعية في الفقه والحديث، والتفسير، والقراءات، والأصول، واللغة العربية، وغيرها من مناهج أعدت بعناية لبناء جيل يحمل هم الدعوة إلى سماحة ووسطية الإسلام، هكذا عرفها لنا د. محمد أحمد عبدالغفار، نائب رئيس الجامعة للشؤون العلمية (جامعة راسو الإسلامية).
وأوضح د. عبدالغفار، في حديث لـ«المجتمع»، بعيد ختام الحفل القرآني البهيج، أن حفل تخريج حفظة القرآن الكريم جاء برعاية وتنظيم من جامعة راسو التي تعد أول جامعة إسلامية في إثيوبيا، لتجمع وتتوج هذا العقد الفريد من هذه المنظومة التعليمية التي تبدأ بدار التحفيظ ودار الحديث وصولاً إلى الجامعة التي جاء ميلادها مؤذناً بفجر جديد ومدوّناً لتاريخ وضيء ومضيء في هذه البلاد التي دخلها الإسلام على يد خيار من الصحابة تضم بعض بقاعها أجسادهم الطاهرة.
حضور مشرف
وأقيم الحفل المهيب بمشاركة كبيرة من أطياف مجتمع راسو، وتمثيل على مستوى عالٍ للمجلس الأعلى الفيدرالي للشؤون الإسلامية بإثيوبيا، وقد جاءت مشاركة المجلس تلبية لدعوة كريمة من إدارة الجامعة، وعكس هذا التمثيل العالي العناية والرعاية التي يوليها المجلس الفيدرالي للمؤسسات الإسلامية التعليمية والدعوية.
وعبر ممثلو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذين شاركوا في الحفل، في كلماتهم عن بالغ سرورهم وعظيم فرحتهم بهذا الفيض القرآني المتدفق الذي أثلج صدورهم ومنحهم الطمأنينة على مستقبل الإسلام في هذه البلاد، مؤكدين دعمهم ومؤازرتهم لجامعة راسو وللمنظومة التعليمية التي تقودها وتحدو ركبها الجامعة.
وفي ختام الحفل، قامت إدارة الجامعة وممثلو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بتسليم المتخرجين الإجازات العلمية والشهادات التقديرية لينقضي يوم لا ينسى من أيام راسو الخالدات، وهي تبدأ أولى خطواتها نحو جامعة إسلامية شاملة تحمل كل قيم الحضارة الإسلامية للمجتمع الإثيوبي والمنطقة.