محمد ثابت
يعترف مجدي الجلاد في مقال بموقع الوطن المصرية، الذي يرأس تحريره إلى الآن، بعنوان”مصر بين مصيدتين” نُشر الأربعاء الماضي:
1ـ تسريبات قناة الشرق الفضائية وشقيقتها مكملين، ومن قبلهما قناة الجزيرة تسريبات صحيحة مائة في المائة ولا جدال في هذا!
2ـ بدلاً من مناقشة “التسريبات” من الواجب البحث عن الجهات التي تسربها!
3ـ الجهات التي “تُسربُ” التسريبات جهات سيادية من الطراز الأول بداية من أجنحة المخابرات المتعددة لمكتب قائد الإنقلاب ..
4ـ هذه الجهات “المتعاركة” لا يستطيع حتى السيسي السيطرة عليها!
5ـ الأخير لا يسيطر لا على الأجهزة السيادية والمخابراتية بل لا يسيطر على مؤسسة الرئاسة نفسها..
6ـ الأخيرة تدعو كل من هب ودب، هكذا، للقاءات السيسي الخارجية لدرجة أن الوفد المصاحب له في زيارة الكويت والإمارات كان 70 فرداً وفي رواية أخرى من المقال 80!
7ـ التسريبات التي ضد السيسي وتذيعها الفضائيات، إياها، مثل مسلسلات رمضان ..أي أنها ستمتد للحلقات 30 وأحياناً 33 أو حتى للعيد الكبير، وقد تتصل من الشهر الكريم للشهر القادم من العام القادم أو طوال العمر على امتداد شهور رمضان كلها!
8ـ كيف يحمي السيسي نفسه من “التسريبات” إذا كان اسمه مستمداً منها؟ وإذا كان يقول السر للإعلاميين، مع أخبار الأمن القومي المصري التي تدفع للحروب فيستأذن فني إضاءة ليبلغ بها “محطته” في مصر!
9ـ السيسي لا يرد يداً إعلامية إنقلابية تمتد إليه .. من صغار العمال والفنيين ذلك لإنه لا يعرف من اين سيهاجمه الإعلام فبتقي شر الجميع حتى عبيده!
10ـ لكن السيسي لا يؤمن بسياسة “الدهن في العتاقي” ولذلك يقصي أمثال الجلاد، مجدي يا راجل، خدام مبارك الذي كان مبارك يقول له: كل الناس لما تاكل بتتخن ما عدا أنت بتتطول!
11ـ الوفد المرافق للسيسي للكويت بالتحديد خزى مصر كلها، وميّل راسها أكثر ما هي “مايلة” والكلام على “المفتشر” أي الواضح لكن السريع فإن الوفد سرق “موبايل أو آي فون” وزير التجارة الكويتي بالفعل!
12ـ الوفود الإعلامية الضخمة المصاحبة للسيسي خطر عليه بعد خطرها على سمعة مصر .. الخطر الأخير لإنها تمارس الشحاذة في الخارج على حساب مصر، وهو أمر خطير، لا لأنه لا يجب أن يكون بل لأن السيسي هو المُكلف بذلك!
13ـ لما تكون لا الأجهزة الامنية، أو المخابراتية، أو مؤسسة الرئاسة تعمل ..فإن السيسي في “ورطة” من التسريبات وعمال الكاميرات وهو لا يشعر!
14ـ لكي تصل المعلومة إلى السيسي دون أن يغضب، أو ينفعل .. كما فعل مع “المدعو” إبراهيم عيسى فقال له أمام “مجموعة عمل برنامج حواري والبرت شفيق” أنت “إنسان” حمار، بالنص، والكلام معجز، مع الاعتذار للكلام فهو إنسان وحمار معاً أو حمار وإنسان في قول آخر، لكي لا يغضب السيسي ساق الجلاد مقدمة “انبطاحية” قال فيها إن المقال تأخر فأحرق قلبه وجانبيه ولم يترك الكبد ولا الطحال في حالهما!
15ـ مايريد الجلاد قوله هو مثل “مصر بين مصيدتين”، وهو عنوان المقال، مرة أخرى، ومع تنامي “المصايد” التي يحكيها الجلاد يقل الخطر فتصبح “بين كادرين” و”لقطتين” والرجل يعترف مع سطور المقال الأولى بأن مصر صارت دولة قمعية بامتياز، وأن خفافيش الظلام قد توقع به، وهي بالطبع أوقعت بالكثيرين غيره!
16ـ ولكن الجلاد لا يستطيع الصمت لإنه لا يريد إلا وطناً دافئاً، والدنيا هذه الايام باردة، وهناك إعلامي سبقه بالقول بأن السيسي دافىء إنسانياً وهو جرب بنفسه..
17ـ ولكن الدفء في خطر .. وهو ما لا يقبله الجلاد لذلك كان المقال ليفهم السيسي الذي لا يفهم.. لأنه باختصار يمر على كل ما ذكره الجلاد بصورة عملية ..ولا يفهم أن هناك مصائب أو مصائد حوله!
18ـ والسيسي الذي مصيره مرتبط بمصير مصر كما اختتم الجلاد المقال .. وذلك هو “السيِّم” أو النظام المتبع بين أمثال السيسي والجلاد منذ زمن مبارك .. امدح الحاكم وذم كل من حوله ينصرف عنك شر الجميع .. وتنال خير الرئيس..
19ـ باختصار الجلاد، سوبر ميديا في حد ذاته، صحافة وتلفزيون ووكالات أنباء، مع مخابرات وأمن داخلي وخارجي، وأجهزة رئاسة، وهو منبوذ من السيسي، فوجب ان يعمل له “خلطة عجين الفلاحة” .. من الذم الشديد، والمدح الأشد لعله يستخدمه!