أرسل السودان أكثر من 6 آلاف مقاتل من قوات الصاعقة والقوات البرية وقوات النخبة السودانية للمشاركة في العمليات البرية لقوات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن بعد سيطرة الحوثيين عليها والانقلاب علي الشرعية اليمنية.
وتأتي هذه المشاركة من القوات المسلحة السودانية استجابة لما طلبته قيادة قوات التحالف العربي في اليمن، بعد مشاركة السودان بمستوى عالٍ في العمليات الجوية التي نفذتها قوات التحالف منذ مارس الماضي.
وقال وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عوض أحمد بن عوف: إن الجنود الذين وصولوا إلى عدن يمثلون الدفعة الثانية، ومهمتهم ضبط الأمن والقيام بأي أعمال توكل إليهم من قيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة.
وأكد أن الجنود الذين وصلوا عدن يشكلون الدفعة الثانية من القوة التي تعهدت الحكومة السودانية بإرسالها للمشاركة ضمن قوات التحالف العربي، وقال: إن السودان على استعداد للوفاء بالتعهد الذي قدمه للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إبان زيارته الأخيرة إلى الخرطوم بتقديم كل ما يطلب منه، لمساعدة الحكومة الشرعية على استعادة البلاد من التمرد الحوثي.
وأكد أن تعليمات الرئيس عمر البشير القائد العام للقوات المسلحة السودانية واضحة بخصوص تقديم كل الدعم العسكري للأشقاء في اليمن والتجاوب الفوري التام مع الإخوة في قيادة التحالف العربي.
وأكد وزير الدفاع السوداني أن القوات كافة التي تم الاتفاق على مشاركتها جاهزة، بكامل معداتها وآلياتها، ورهن إشارة الإخوة في قيادة التحالف والحكومة اليمنية.
وأكد أن السودان على استعداد لإرسال المزيد من القوات والإسهام العسكري متى ما استلزم الأمر، وأن قواته على أتم استعداد لأي تطورات.
وقال: إن القوات التي وصلت تم تجهيزها بكل ما تحتاجه من أسلحة وآليات وأدوات اتصال، كما تم دعمها بالمدرعات من طراز “BTR-70” وآليات عسكرية أخرى.
وأعلن النائب الأول للرئيس السوداني استعداد السودان لتجهيز “لواء” من القوات البرية للمشاركة في حملة “إعادة الأمل” لحسم المعارك ضد الحوثيين في اليمن، وكشفت عن تنسيق مع السعودية لإعادة ترتيب “البيت العربي” وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد استعداد الخرطوم لتنفيذ أي موقف مطلوب منها لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.
وكشف عن استعداد بلاده لتعزيز وجودها في التحالف العربي بقيادة السعودية، بتجهيز لواء كامل من القوات البرية السودانية لحسم معارك تحالف “إعادة الأمل” ضد الحوثيين.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الأخيرة للسودان، أكدت المطلوبات موضحاً أن الخرطوم على أتم الاستعداد لتنفيذها.
وأكد أن علاقة السودان مع السعودية علاقة مصير مشترك، مشيراً إلى أن الخرطوم والرياض، تسعيان معاً لترتيب البيت العربي وتحقيق الأمن في أرجائه عامة.
واعتبر أن ما يحدث في اليمن شيء مؤسف جداً، وكان إنهاكاً للمجتمع اليمني وتهديداً لأمن بلاد الحرمين الشريفين.
وأضاف: بالتالي ليس للسودان من خيار غير أن يعلن مشاركته الفعلية وعلى أرض الواقع، لحماية شعب اليمن ومقدراته من عبث الحوثيين والمتفلتين من السياسيين وإعادته للحضن العربي بقوة وبشرف، جنباً بجنب مع السعودية.
وكانت مصادر دبلوماسية عربية ذكرت أن القيادة المشتركة لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، قدمت طلباً رسمياً لوزارة الدفاع السودانية للمشاركة في العمليات العسكرية البحرية في المناطق الساحلية اليمنية.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد أحمد خليفة الشامي: إن وصول طلائع القوات المسلحة السودانية إلى مدينة عدن يأتي في إطار التزام السودان بمشاركته في عملية “إعادة الأمل” التي يقودها التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأضاف أن نشر القوات السودانية في اليمن متروك لقيادة التحالف.
وتأتي مشاركة القوات السودانية تأكيداً لعمق الدور العربي في الحفاظ على الأمن القومي للمنطقة، وما يمثله موقع اليمن من أهمية إستراتيجية، وستسهم مشاركة القوات السودانية أيضاً في دعم الأمن والاستقرار للشعب اليمني.
وكان قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء أحمد سيف المحرمي، ومعه عدد من الضباط في الجيش الوطني اليمني، في استقبال القوات المسلحة السودانية في رصيف ميناء عدن.
وقال مستشار رئيس الأركان اليمني والمتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد الركن سمير الحاج: إن القوات السودانية التي وصلت إلى عدن ستقوم بمهام تخدم خطة التحالف العربي لحفظ الأمن واستعادة الشرعية.
مشاركة صحية واستقبال الجرحى اليمنيين
ولم تكن مشاركة السودان في قوات التحالف فقط، بل استقبلت مستشفيات العاصمة الخرطوم عدداً من الجرحى اليمنيين لتلقي العلاج فيها خاصة من ذوي الإصابات الخطيرة ، حيث يتلقى هؤلاء المصابون العناية الطبية المكثفة؛ الأمر الذي دفع وزير الصحة اليمني د. ناصر محسن باعمر لزيارة الخرطوم لتفقد الجرحى الموجودين في المستشفيات السودانية، وإجراء مباحثات مع المسؤولين في المجال الصحي تتناول ما تحتاجه بلاده في مجال الرعاية الصحية الأولية والطب العلاجي.
وقال الوزير اليمني في تصريحات بمطار الخرطوم: إن الزيارة تأتي من أجل تقديم الشكر للسودان حكومة وشعباً لوقفتهم مع اليمن وشرعيته لتجاوز محنته.
واعتبر أن هذه الوقفة ليست غريبة عن السودان، حيث كان له الفضل في وضع المنهج العلمي وتعليم أشقائه في اليمن وتخريج أجيال كثيرة في كافة المجالات المهنية.
وأضاف أن زيارته الحالية تأتي في إطار الزيارات الأخوية المتبادلة وتفقد الجرحى اليمنيين بالمستشفيات السودانية.
وقال: إن السودان يعد من أوائل الدول التي بادرت بمساعدة أشقائها في اليمن، وهو من أوائل الدول التي استقبلت الجرحى وتكفلت بنقلهم من عدن ورعايتهم وعلاجهم.
وأكد باعمر أن السودان قدم لأشقائه في اليمن دعماً مقدراً شمل الأدوية والأجهزة والمعدات الطبية وفرقاً طبية متواجدة في مسارح العمليات ما زالت تشرف على علاج الجرحى والمصابين.
وكشف عن تردي الوضع الصحي في بلاده نتيجة لظروف الحرب التي تمر بها، مشيراً إلى انقطاع الكهرباء والمياه ونزوح الكوادر الصحية من المناطق التي تشهد نزاعات وحروباً، فضلاً عن النقص في محاليل المختبرات الطبية وبنوك الدم وغسيل الكلى.
ومن جانبه، قال وزير الصحة السوداني بحر إدريس أبوقردة: إن القطاع الصحي نفذ التوجيهات الصادرة من الرئيس عمر البشير بعلاج الجرحى اليمنيين.
وأكد أن بلاده أرسلت فرقاً طبية إلى عدن، مجدداً التزام السودان بتقديم المزيد من الدعم للأشقاء في اليمن.