قالت صحيفة “BenarNews“: إنها أجرت تحقيقاً استقصائياً والتقت بالعديد من النساء الروهينجيات اللاتي فررن من ميانمار إلى مخيمات اللاجئين في بنجلاديش، ووجدت أن من بين كل 3 نساء قابلتهن واحدة تعرضت للاغتصاب من قبل قوات الأمن في ميانمار.
وأفاد مراسل “BenarNews“، الذي قضى 4 أيام في مخيمات الروهينجيا في منطقة كوكس بازار جنوب شرق بنجلاديش، أن 17 من 54 امرأة روهينجية قابلهن قلن له: إنهن تعرضن للاغتصاب عندما شن الجيش في ميانمار حملة قمع وحشية في ولاية آراكان، بعد أن تعرض 9 من ضباط الشرطة للهجوم والقتل على يد مسلحين في أكتوبر الماضي.
وكانت تقارير عديدة عن الاغتصاب وغيره من الأعمال الوحشية انتشرت منذ بدء الحملة؛ مما أدى إلى فرار 65.000 شخص من الروهينجيا إلى بنجلاديش، ولكن هذه هي المرة الأولى بحسب الصحيفة التي تُوردُ فيها أرقام تستند إلى دراسات استقصائية عشوائية عن مدى الاعتداءات الجنسية على النساء.
وذكر اللاجئون الذين تحدثوا إلى “BenarNews“ مجموعة واسعة من الانتهاكات الأخرى، بما في ذلك إحراق منازلهم ومواشيهم، والضرب، وقتل أسرهم، وقالوا: إن الجناة غالباً ما كانوا يأتون ليلاً، سواء كانوا أعضاء في الجيش أو في “ناتالا”، وهي قوة عسكرية شبه نظامية.
وقالت سيتارا بيجوم (24 عاماً) لاجئة في مخيم كوتوبالونج: إن عناصر من قوات الأمن اختطفوها من قرية نيسابورو، في مدينة منجدو، وأخذوها إلى بعض التلال المجاورة حيث وجدت بعض النساء الأخريات هناك وثم تم اغتصابهن وتعذيبهن بالتناوب.
وأضافت المرأة أن التعذيب والاغتصاب أسفر عن وفاة امرأتين، وأنها تمكنت من الفرار بعد تعرضها للاغتصاب، وقالت أيضاً: إن زوجها أنقذها في وقت لاحق لكن أثناء ذلك، كانت قوات الأمن قد أحرقت منزلهم مما دفعهم للاختباء في التلال لعدة أيام.
وأشارت إلى أنها لم تأكل الأرز لمدة 10 أيام؛ وأطفالها الثلاثة أكلوا أوراق الشجر ثم عبروا الحدود إلى بنجلاديش.
نور جيهان (31 عاماً) من قرية نوربيل بمنجدو لاجئة أخرى تحدثت إلى “BenarNews“، وقالت: إنها تعرضت للاغتصاب بعد 3 أسابيع من اعتقال الجنود لزوجها من منزلهما الذي لا يزال مفقوداً.
وقالت: في 14 ديسمبر من العام الماضي، أمسك بي اثنان من الجنود داخل غرفتي أحدهم ربطني بإحكام والآخر اغتصبني ثم فقدت الوعي ولا أعرف ما إذا تعرضت خلال ذلك للاغتصاب أو لا .
وقال سينو آرا بيغوم (19 عاماً): إنها كانت حاملاً عندما تعرضت للاغتصاب، وعندما وصلت إلى بنجلاديش وضعت طفلها، وأضافت: أخذوا زوجي واقتادوه بعيداً، ثم أخذوني بعيداً إلى غرفة واغتصبوني، دفعوني بالبنادق وكنت حينها حاملاً في الشهر الثامن لكنهم لم يتركوني.
وأشار الصحفي إلى أنه لاحظ وجود آثار عضة إنسان واضحة على الجانب الأيسر من وجهها.
وقال مسؤولون وعاملون في المنظمات غير الحكومية: إنه من الصعب تتبع أعداد كبيرة من الوافدين الجدد في المخيمات، ولكن هناك أعداداً كبيرة من تقارير الاغتصاب.
وقال الطيب علي، زعيم معسكر الروهينجيا غير المسجلين في كوتوبالونج لـ”BenarNews“: بصفة عامة كانت حالات اغتصاب النساء تأتينا كل يوم، وهناك الكثير من النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب ولا يكشفن عن ذلك، بسبب العار، ولكن أستطيع أن أقول: إن عدد حالات الاغتصاب ضخم حقاً.
وقال أحد العاملين مع وكالة الأمم المتحدة للاجئين: طبيعة تعذيبهم قاسية جداً، وهناك أيضاً حالات إجهاض بسبب اغتصاب النساء الحوامل.