رأت “الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل” في فلسطين (بي دي اس)، أن إعلان أكثر من 40 مصورا برتغاليا دعمهم للمقاطعة الثقافية للاحتلال الإسرائيلي، بمثابة تأكيد على مدى التفاعل الدولي مع أنشطة اللجنة، والرفض المتصاعد للسياسات العنصرية في الأراضي الفلسطينية”.
واعتبر الناشط في حركة المقاطعة، جمال جمعة، أن التجاوب المستمر من قبل قطاعات دولية رسمية أو أهلية مع دعوات المقاطعة، هو “دليل على حجم التعاطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني”.
وقال جمعة في حديث لـ “قدس برس”، إن سياسات الاحتلال المتواصلة بحق لجنة المقاطعة والناشطين العاملين فيها، تذهب أدراج الرياح في ظل تصاعد الرفض العالمي لإجراءات الاحتلال وجرائمه بالأراضي المحتلة.
وأضاف “التفاعل الدولي مع المقاطعة يجب أن يشكل حافزا للقطاعات المحلية والعربية لدعم فكرتها والوقوف أمام دولة الاحتلال”.
يأتي ذلك بعد أن أعلن أكثر من 40 مصورا وطالبا، ومعلم تصوير فوتوغرافي في البرتغال، عن دعمهم للمقاطعة الثقافية لإسرائيل، وتعهدهم بـ “عدم قبول أي دعوات أو تمويل من الحكومة الإسرائيلية، ورفض التعاون مع أي مؤسسة متورطة مع الحكومة، حتى تلتزم إسرائيل بالقانون الدولي، والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان.”
جاء ذلك في مبادرة تعتبر الأولى من نوعها، حيث وقع على هذه العريضة، مصورون معرفون في البرتغال، مثل: جواو بينا، الحائز على جائزة التصوير الصحفي (اشتساو ايماجم) لهذا العام، ومعلم التصوير المعروف جوزيه سودو، بالإضافة إلى جواو هنريكش الذي حصل مؤخراً على جائزة المواهب الجديدة (فناك)، ونونو لوبيتو مصور ومقدم برامج في التلفزيون، ويعتبر من أكثر البرتغاليين ترحالا.
من جهتها، رحبت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، على لسان عضوتها هند عوّاد، بالخطوة التي أقدم عليها المصورون في ميثاق واضح وحاسم لمقاطعة إسرائيل، قائلة: “إن هذا الميثاق، والذي سيوقّع عليه آخرون، يعد برهانًا جديدًا على نجاح حركة مقاطعة إسرائيل (بي دي أس) في التوسع وتحقيق النجاحات حول العالم رغم حرب إسرائيل وداعميها ضدها”.
بدورها، أوضحت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان صحفي، “أن هذه المبادرة تأتي كرد على الدعوة إلى المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل من قبل المثقفين الفلسطينيين، علما أن المصورين، كغيرهم من الفنانين الفلسطينيين، ليسوا معفيين من وحشية الاحتلال الإسرائيلي”.
وأشارت، في هذا الصدد، إلى أن اسرائيل اعتبرت عام 2014، من أكثر الدول خطرا على حياة الصحفيين في العالم.
يذكر أن حركة “بي دي أس” هي حركة عالمية انطلقت عام 2005، وتدعو إلى مقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها؛ حتى تنصاع للقانون الدولي والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، التي تضمن للفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم، وتسمح بعودة اللاجئين، حسب الحركة.
وبدأت الحملة العالمية لمقاطعة اسرائيل، تكتسب زخما أكبر في جامعات الولايات المتحدة وبريطانيا، إذ أظهر استطلاع للرأي أجري في الولايات المتحدة، أن ثلث الأمريكيين يعتقدون أن مقاطعة إسرائيل “مبررة”.
واستند الاستطلاع إلى نتائج استطلاع أظهر أن نضال حركة “بي أس دي” للمقاطعة ضد “إسرائيل” في الجامعات لم تؤت ثمارها في جميع أنحاء العالم إلا أنها تكتسب النجاح لدى الرأي العام في أمريكا وبريطانيا.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد “آيبسوس” بين 1100 شخص شملهم الاستطلاع في الولايات المتحدة، أن 33 في المائة من السكان الأمريكيين يعتقدون أن مقاطعة “إسرائيل” مبررة، وفي استطلاع مماثل في المملكة المتحدة كان أكثر إثارة للقلق بالنسبة للاحتلال؛ حيث وافق 40 في المائة من أفراد العينة بأن مقاطعة “إسرائيل” هو عمل مشروع.
وأعلنت العديد من الجامعات الأوروبية على وقع حملات المقاطعة، مقاطعتها للجامعات الإسرائيلية، احتجاجا على الاحتلال الإسرائيلية وممارساته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني وضد الأكاديميين والجامعات الفلسطينية.
كما ألحقت حركة “المقاطعة” الدولية بالاحتلال الإسرائيلي “خسائر اقتصادية فادحة، عقب فسخ عقود بقيمة 23 مليار دولار، وتراجع قيمة صادراته إلى حوالي 2.9 مليار دولار، في ظل توقع خسارة ما بين 28 و56 مليار دولار بالناتج القومي الإسرائيلي”، وفق منسقها العام في فلسطين محمود نواجعة.