ناشدت ولاية البحيرات الغربية الواقعة وسط دولة جنوب السودان، أمس الجمعة، المنظمات الدولية بتقديم مساعدات غذائية عاجلة لمواطنيها، على خلفية أزمة غذاء حادة تضرب الولاية تسببت مؤخرا في وفاة 6 أشخاص.
جاء ذلك وفق تصريحات أدلى بها ايزاك مارول وزير التنمية الاجتماعية بالولاية لـ”الأناضول.
وقال مارول: إن نقص الغذاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية في السوق، تسببت في نقص المخزون الغذائي للمواطنين، وهو ما بدأت آثاره في الظهور.
وأضاف: قضى 6 أشخاص بالولاية بسبب الجوع، خلال الأسبوعين الماضيين، لأنه ببساطة حينما يصيبك مرض مثل الملاريا، ولايوجد لديك طعام، فإنك ستموت.
وتابع: عليه فإننا نناشد منظمات الإغاثة بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين بالولاية.
وفي سياق متصل، أعلنت مفوضية الإحصاء بجنوب السودان، الجمعة، أن 7 ملايين مواطن بالبلاد معرضون لمواجهة نقص حاد في الغذاء خلال الأشهر المقبلة من فصل الجفاف الذي يمتد من فبراير وحتي يوليو المقبل، إذا لم يتم القيام بتدخلات إنسانية عاجلة .
وكان مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة حذر في نشرته الدورية الأسبوع الماضي من أن “الوضع الغذائي بجنوب السودان بدأ في التدهور منذ نهاية عام 2018”.
وأشار إلى أن عدد المعرضين لنقص الغذاء بلغ نحو 5.2 مليون مواطن (من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 11 مليون) منهم 30 ألف مهددين بالمجاعة.
وفي سبتمبر الماضي حذرت مفوضية الإحصاء بجنوب السودان (حكومية)، من أن البلاد لاتزال عرضة للمجاعة في الربع الأول من 2019، رغم توقيع الحكومة والمعارضة اتفاق نهائي للسلام في الخامس من الشهر ذاته.
وقال إزايا شول أرواي رئيس المفوضية في تصريحات للصحفيين آنذاك: “قد يواجه حوالي 36.000 شخص خطر المجاعة في الفترة مابين يناير ومارس القادمين بسبب فشل الموسم الزراعي بسبب قلة الأمطار”.
وشهد معدل هبوط الأمطار بجنوب السودان تراجعا ملحوظا خلال الفترة من يوليو وحتي ديسمبر 2018، ما أدى لفشل الموسم الزراعي في العديد من الولايات التي يعتمد سكانها بدرجة كبيرة على الإنتاج الزراعي لتلبية حاجتهم من الغذاء.
وانفصلت جنوب السودان عن السودان عبر استفتاء شعبي في 2011، وشهدت منذ 2013 حربا أهلية بين القوات الحكومية والمعارضة أخذت بعدا قبليا.