نجح المقدسيون صباح الجمعة بفتح مبنى باب الرحمة المغلق منذ عام 2003 بقرار من المحاكم الصهيونية التي تجدد اغلاقه كل ستة أشهر.
اعتقالات استباقية
دخلت جموع المصلين المسجد وحناجرهم تردد صيحات الله اكبر، التي هزت المكان المتعطش للصلاة فيه حيث سميت قاعاته باسم قاعات الإمام الغزالي .
واستبقت قوات الاحتلال هذه الخطوة من المقدسيين بحملة اعتقالات فجر الجمعة طالت اكثر من 40 ناشطا في خطوة منها لمنع التظاهر عند باب مبنى الرحمة المغلق بقرار صهيوني وبتوجيهات من المستوى الأمني والسياسي في دولة الاحتلال.
وأقام المصلون على مدار الأيام السابقة الصلوات فيه وتم الاعتداء عليهم بوحشية واعتقل العشرات منهم، وأصر اهل القدس على التواجد قرب باب مبنى الرحمة وتم تتويج هذا الإصرار بفتح المبنى المغلق والصلاة فيه رغما عن الاحتلال وقراراته التعسفية .
اعتداء وحشي
قال الجريح الشاب بهجت الرازم من البلدة القديمة: قبل يومين صلينا العشاء في ساحة مبنى باب الرحمة وما أن انتهينا من الصلاة، تم الاعتداء علينا بوحشية غير مسبوقة من قبل شرطة الاحتلال.
وهتف المقدسيون أثناء دخولهم مبنى باب الرحمة ذا القاعات الواسعة “لن تركع امة قائدها محمد”.
انجاز
يقول الناشط المقدسي رئيس لجنة أسرى القدس أمجد أبو عصب: هذا الانجاز جاء بعد اصرار المقدسيين على حماية المسجد الأقصى، فكما هب المقدسيون لنصرة المسجد الأقصى في معركة البوابات الالكترونية ومسجد قبة الصخرة يهبون اليوم لنصرة مبنى باب الرحمة المغلق منذ عام 2003م بقرا من شرطة الاحتلال، فاليوم المعركة كانت لمنع تهويد المكان
من اهم الأبنية
وقال د. جمال عمرو الذي كان ابنه رضوان من بين المعتقلين صباح الجمعة، ويشغل رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى: مبنى باب الرحمة من أهم الأبنية في المسجد الأقصى في عين العاصفة، فالاحتلال يقوم بتهويد المكان بشكل تدريجي فكل الاقتحامات التي زاد عدد المقتحمين فيها عام 2108 عن عشرين الف مقتحم كانت تتجه الى مبنى باب الرحمة المغلق في المنطقة الشرقية تمهيدا لفصله مكانيا عن المسجد الأقصى، فمسارهم التوراتي الجديد مبنى باب الرحمة والنظر باتجاه قبة الصخرة التي هي قبلتهم حسب زعمهم، وافضل مكان هو مبنى باب الرحمة كي يتم تحويله إلى كنيس والدخول اليه من الجهة الشرقية من مقبرة باب الرحمة الملاصقة لمبنى باب الرحمة، وبهذا تكتمل حلقة التهويد.
خطر محدق
وقال الشاب المقدسي رواد عادل: تجمعنا بالقرب من باب مبنى الرحمة جاء بعد تيقننا من خطر يحدق بالمكان وان الاحتلال بدأ بالإجراءات التهويدية بعد إغلاقه بالسلاسل الحديدية، فكان لزاما علينا التحرك والتواجد فيه مهما كانت فاتورة العقاب، فهذا المكان يريد الاحتلال من خلاله النفاذ للأقصى ومن واجبنا الحفاظ على هذه الخاصرة، فالمسجد الأقصى أمانة في أعناقنا، مضيفا: كان مشهد اعدام شباب مصر ظلما حاضرا في أذهاننا وقمنا بأداء صلاة الغائب على أرواحهم الطاهرة.
بصمة مقدسية
وقال الحارس خالد السيوري “60 عاما”: من حقنا كمسلمين الصلاة في كل اجزاء المسجد الأقصى، ومبنى باب الرحمة محرومين من الصلاة فيه منذ 16 عاما، لذا كانت الصلاة فيه اليوم الجمعة بصمة مقدسية بامتياز اعاد للمكان مكانته الدينية ورسالته التعليمية .
فرحة عارمة
قال الداعية د. رائد فتحي من الداخل الفلسطيني: شاهدت بأم عيني الفرحة العارمة في صفوف المصلين والشباب منهم وهم يدخلون مبنى باب الرحمة المغلق، وكان اللقاء بمثابة لقاء الوالد بابنه بعد فراق طويل، فهناك صيحات الله أكبر وأخرين يوثقون هذه الحادثة بالتصوير ودموع تنهمر من عيون المصلين الذين فرحوا بهذه اللحظة التاريخية التي تدلل على يقظة هذا الجيل لما يحدق من مخاطر بالمسجد الأقصى.