قيام المستوطنين برفع أعلام الكيان الصهيوني على امتداد طرقات الضفة الغربية الالتفافية وقبالة التجمعات الفلسطينية مع اعلان استقلال دولتهم، رسالة من المستوطنين تحمل العنصرية والاستيطان للفلسطينيين الذين يضطرون من المرور اسفلها اثناء تنقلهم إلى اشغالهم اليومية.
على الطريق الواصل بين قلقيلية ونابلس وعبر الطريق الالتفافي رقم 55 وقبالة مداخل المستوطنات والقرى والبلدات الفلسطينية علقت أعلام الكيان الصهيوني من قبل شركات خاصة على اعمدة الكهرباء التي وضعت لهذه الاعلام، وتم تركيب حاضنة ومكانا خاصا لها مسبقا لسهولة وضعها في يوم ما يسمى بعيد الاستقلال عندهم ويقابله ذكرى النكبة الـ71 لدى اصحاب الأرض والمكان.
غصة
ورفعت الأعلام الصهيونية قبالة عزبة الطبيب شرق قلقيلية ودوار النبي الياس وتحويلة قلقيلية، وشعر أهالي عزبة الطبيب الذين عاشوا قصة اللجوء منذ النكبة وتمت محاصرتهم في مكان لجوئهم في عزبة الطبيب بالغصة من رفع الاعلام، رغم صمودهم وصبرهم الاسطوري في مكانهم ومحاولات الادارة المدنية السابقة بعدم الاعتراف بالعزبة ومحاولة شطبها عن الخارطة.
يقول الناشط حسن شبيطة موثق الانتهاكات الصهيونية في عزون وعزبة الطبيب: منطقة عزون منطقة ساخنة على مدار الساعة والاقتحامات واستفزازات المستوطنين لا تتوقف، وتعليق الاعلام الإسرائيلية له اهداف خبيثة منها اعلان السيادة على اراضينا وشوارعنا بشكل استفزازي.
ويضيف: فالفلسطيني يمنع ويعاقب اذا قام برفع الاعلام الفلسطينية على اعمدة الكهرباء في الطرق الخارجية حيث تعتبر سلطات الاحتلال هذه الطرق والمناطق تحت سيطرتها الأمنية والإدارية وليس للفلسطيني أي حق فيها واظهار مظاهر السيادة عليها.
ويوضح قائلاً: فرفع العلم في مكان هو اعلان السيادة فهو رمز عالمي، لذا يحرص مجلس المستوطنات وبالتعاون مع سلطات الاحتلال على رفع الاعلام الاسرائيلية في المفترقات المهمة في الضفة الغربية ووضع اليافطات التي تشير الى شعارات تلمودية يهودية.
ويتابع: في الفترة السابقة تم وضع رموز دينية على دوار قرب مدخل قلقيلية تحمل الرسالة التلمودية منها الشمعدان وعند حاجز زعترة يوجد مجسم شمعدان كبير وسط الحاجز حيث تقام الصلاة عنده من قبل المستوطنين والجنود.
ويعتبر المزارع سميح خليف “55 عاماً” من قرية النبي الياس، رؤية هذه الأعلام الصهيونية غصة في قلوبنا فهي تذكرنا بالنكبة وقيام دولتهم العنصرية، فنحن نعيش ذكرى النكبة الـ71، والمستوطنات تغزونا والاسيجة العنصرية تحاصرنا، فانا مضطر الى امتلاك تصريح امني حتى اتمكن من دخول ارضي المعزولة خلف الجدار، والدخول عبر عملية تفتيش الكترونية، وكأنني ادخل حدود دولة اخرى.
ويضيف: حتى مسجد قريتنا تعرض للاعتداء من قبل المستوطنين وعصابة تدفيع الثمن كونه مطل على الطريق الرئيس قبل ان يتم شق طريق التفافي خارج القرية، فاستفزازاتهم لا تتوقف سواء برفع الاعلام الاسرائيلية او كتابة الشعارات العنصرية وعزل الارض خلف الجدار، وهذا يزيد من الأعباء علينا.
وأكد اصحاب الاراضي في لقاءات معهم ان رفع الاعلام الصهيونية لن يغير من هوية الارض وملكيتها للفلسطينيين، فهذا بالنسبة لنا سحابة صيف عابرة، فهذه الارض رحل عنها كل مستعمر وغاصب.
ويقول الخبير بشار القريوتي في حديث معه: في كل مناسبة للمستوطنين حتى في جنازاتهم يظهرون اعمالا استفزازية القصد منها تجسيد عنصريتهم على الأرض ففي اعيادهم يتم اغلاق مناطق بأكملها من أجل ماراثونات رياضية ام مسيرات على الأقدام في مناطق التلال في الضفة والأغوار، فمناطق الضفة مستباحة لهم بكل الصور والأشكال، ولم يعد بالإمكان امام الفلسطيني الا مقاومة ما يجري بالثبات والصمود على ارضه، واعمارها كي لا تبقى فارغة.
ويضيف: الاحتلال يستهدف كل المناطق المصنفة “ج” وهذا سيزداد في الآونة الأخيرة بعد تشكيل الحكومة اليمينة الجديدة، التي ستسرع عمليات السيطرة بكل اشكالها ومنها تجسيد الرموز الدينية على الطرقات من خلال تكثيف وجود الاعلام الاسرائيلية والنصب التذكارية لقتلى المستوطنين ووضع الشمعدان في المفارق المهمة في الضفة.