قال بيببر كرينبول، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الخميس: إن قيمة العجز المالي الحالي في ميزانية الوكالة بلغ نحو 200 مليون دولار.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده كرينبول، في المقر الإقليمي للوكالة، بمدينة غزة.
وأكد كرينبول أن “أونروا” لن تسمح بمحاولات بعض الأطراف لنزع الشرعية الدولية عنها.
وأضاف: نعلم أننا سنتعرض للكثير من الهجمات والانتقادات، لكننا سنواصل تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، حسب التفويض الممنوح لنا من الأمم المتحدة، ولن نسمح على الإطلاق أي محاولة لتدمير شرعية اللاجئين.
وتطالب دولة الاحتلال، علانية، بإنهاء عمل وكالة “أونروا”؛ كما أن الإدارة الأمريكية الحالية، أوقفت في 31 أغسطس 2018، كامل دعمها المالي للوكالة، وهو ما تسبب بأزمة تمويل كبيرة لها.
ويقول الفلسطينيون: إن تلك الخطوة الأمريكية تستهدف تصفية حق عودة اللاجئين إلى القرى والمدن التي هُجروا منها في عام 1948، وهو عام قيام “إسرائيل” على أراضٍ فلسطينية محتلة.
وتأسست “أونروا” بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، سورية، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة.
وشدد كرينبول على أن “أونروا” تبذل جهوداً من أجل “تجنيد الدعم المالي لمواصلة تقديم الخدمات”، لافتاً إلى أن 42 دولة ومنظمة ساعدت “أونروا” العام الماضي، على تخطّي أزمتها المالية.
وبيّن أن نحو مليون لاجئ فلسطيني يتلقون مساعدات غذائية من “أونروا”، مشيراً إلى أن وكالة الغوث، في اتصالاتها مع الدول المانحة، تخبرهم أن قضية استمرار تقديم المساعدات الغذائية متعلق بـ”كرامة هؤلاء اللاجئين واستقرارهم”.
واستكمل قائلاً: سنبذل أقصى جهد لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية خاصة هنا بغزة، كما قلت سابقاً نحن بحاجة لنحو 60 مليون دولار من أجل شراء المواد الغذائية.
وأوضح أن “أونروا” تُعيد صيانة مئات المدارس في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، على أمل أنها ستفتح المدارس في موعدها”، مضيفاً: نأمل ذلك، سنعمل ونحاول أن نبقي مدارسنا مفتوحة للعام المقبل.
وأشار إلى أن “أونروا” أعادت تحويل 500 موظف من الدوام الجزئي إلى الدوام الكامل بعد أن سبق وحوّلتهم إلى الدوام الجزئي العام الماضي.
وقال كرينبول: إن “أونروا” ليست مسؤولة عن زيادة أعداد اللاجئين، مضيفاً: المسؤول عن ذلك هو فشل السياسة.
قطاع غزة
من جانب آخر، أعرب كرينبول عن قلقه إزاء التأثيرات النفسية الحاصلة في قطاع غزة جرّاء الوضع الذي يمرّ به السكان.
وقال كرينبول: إن نتائج الوضع في القطاع، خاصة النزاعات المسلّحة والحصار الإسرائيلي وانعدام فرص العمل، وأزمتي الكهرباء والماء، أثروا بصورة “عميقة على القطاع وسكانه”.
وتابع في هذا الصدد: الزملاء في “أونروا” يتحدثون عن انهيارات كبيرة وتأثير عميق للوضع النفسي بالقطاع.
كما ذكر أن المصابين برصاص الجيش الإسرائيلي في مسيرات العودة، التي تنظم منذ مارس 2018، قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، يعانون من آثار نفسية بسبب الإعاقات الجسدية التي أُصيبوا بها.
وناشد كرينبول المجتمع الدولي بالاهتمام الكبير بالآثار النفسية التي تحدث في قطاع غزة نتيجة الوضع الحالي.
وأشار إلى أن نحو 14 طالباً فلسطينياً كانوا يتلقون تعليمهم في مدارس “أونروا”، قتلوا خلال العام الماضي، خلال مسيرات العودة.