– حمادة: وادي الحمص تحول لركام ولن نرحل
– “حماس”: الرد على جريمة الحرب في وادي الحمص بإلغاء اتفاق أوسلو
في ظل صمت من قبل المجتمع الدولي، ارتكب الاحتلال الصهيوني جريمته البشعة في حي وادي الحمص بقرية صور باهر في القدس المحتلة، واستخدم كافة أساليب العدوان في هدم منازل وشقق الفلسطينيين سواء بالتجريف أو التفجير، في مشهد ظهر فيه إرهاب الاحتلال في أبشع صوره، وتجاهل العالم صرخات الأطفال والنساء وهم يحاولون الدفاع عن منازلهم ووقف عمليات الهدم بصدورهم العارية، فانهارت منازلهم أمام أعينهم بعد أن زرع الاحتلال المتفجرات بين طوابق البنايات السكنية غير مكترث بمعاناة تلك الأسر التي تقول: إن لديها كل الأوراق الثبوتية التي تكشف زيف مزاعم الاحتلال الذي يخطط لاستكمال مسلسل الهدم في المنطقة ليطال 237 شقة سكنية في أوسع عملية هدم تشهدها مدينة القدس منذ احتلالها.
حكاية ألم ونكبة جديدة
وقال رئيس لجنة الدفاع عن منطقة وادي الحمص حمادة حمادة لـ”المجتمع”: إن الاحتلال حول منطقة وادي الحمص إلى ركام بعد أن قام بتجريف وتفجير 100 شقة سكنية وترحيل أصحابها الذين تم تشريدهم هم وأطفالهم وعددهم 500 شخص ويعيشون فصول نكبة جديدة.
ولفت حمادة إلى أن جنود الاحتلال زرعوا المتفجرات في منزل المواطن محمد أبو طير المكون من 9 طوابق، وقاموا بتفجيره أمام أعين ساكنيه الذين أصبحوا في العراء كما 100 أسرة في منطقة وادي الحمص، وتابع: في وادي الحمص نشر الاحتلال الدمار والخراب في مخطط معروف لهدم 237 شقة سكنية بهدف الاستيلاء عليها لصالح جدار الفصل العنصري حيث سيضم الاحتلال ثلاثة آلاف دونم وادي الحمص لصالح توسيع منطقة الجدار.
بدوره، قال منذر أبو هدوان، صاحب بناية سكنية تم هدمها في وادي الحمص لـ”المجتمع”: إن الاحتلال هدم بنايته السكنية وشرد عائلته بعد أن أمضى كل حياته من أجل بناء تلك البناية ليستقر هو وعائلته فيها.
وأشار أبو هدوان إلى أن الاحتلال يريد أن يهجرنا من أرضنا، ولكن سنبقى في الأرض ولن نرحل وسنواصل الصمود في أرضنا، والاحتلال هو الدخيل وعليه أن يرحل عن أرضنا وادي الحمص والتطهير العرقي.
وقد أثارت عملية هدم الاحتلال لمنطقة وادي الحمص ردود أفعال فلسطينية غاضبة وسط دعوات للانتقام من الاحتلال على هذه الجريمة البشعة.
وقالت حركة “حماس” في بيان لها: إن الاحتلال ارتكب هذه الجريمة بسبب صمت المجتمع الدولي وتشجيع الإدارة الأمريكية لهذا الاحتلال، وأن ما يحدث في وادي الحمص هو جزء من “صفقة القرن” التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
وأشارت “حماس” إلى أن على السلطة الفلسطينية الإعلان عن موت اتفاق أوسلو، خاصة وأن المنازل التي هدمت في منطقة وادي الحمص تتبع للسيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية وفق اتفاقية أوسلو.
إلغاء اتفاق أوسلو وتصعيد المقاومة
في السياق، قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حسين منصور لـ”المجتمع”: إن جريمة الاحتلال في وادي الحمص هي جريمة حرب مكتملة الفصول، والرد على هذه الجرائم هو بإعلان موت اتفاق أوسلو وتصعيد المقاومة ضد الاحتلال، وإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي أضر بالقضية الفلسطينية.
في الغضون، أشار مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر لـ”المجتمع” إلى أن هدم 100 شقة في منطقة وادي الحمص هي أوسع عملية هدم جماعية تشهدها مدينة القدس منذ احتلتها عام 1967، وما حدث هو عملية تطهير عرقي سببها واشنطن وصمت المجتمع الدولي على هكذا جرائم تصنف وفق القانون الدولي جرائم حرب.
وحذر خاطر من أن الاحتلال يستعد لتنفيذ المرحلة الثانية من عملية الهدم من خلال هدم 137 شقة جديدة في وادي الحمص، بالإضافة إلى تنفيذ أوامر هدم صدرت بحق 16 ألف منزل صدرت بحقها أوامر هدم في أحياء مدينة القدس.
ووفق تقارير حقوقية، أفادت أن الاحتلال صعد هذا العام من عمليات الهدم في مدينة القدس ضمن سياسة التهويد الشامل، وحصر الوجود الفلسطيني في مناطق صغيرة، في حين يتم ربط المستوطنات الإسرائيلية التي تقع في غلاف القدس مع بعضها ومحاصرة الوجود الفلسطيني، وطمس الحضارة العربية والإسلامية للمدينة المقدسة، وسط انتقادات فلسطينية لعدم وجود تحركات عربية وإسلامية لإنقاذ القدس من العدوان الشامل الذي تتعرض له، بل أن الاحتلال استغل عملية التطبيع مع عدة دول عربية وإسلامية لتمرير مخططاته الخطيرة لتهويد مدينة القدس بشكل كامل.