في الوقت الذي يسارع فيه شباب الكويت وشاباتها للتطوع في حملة مواجهة انتشار فيروس كورونا، وفي الوقت الذي تحث فيه جمعية الإصلاح الاجتماعي شبابها للانخراط في هذه اللجان، وفي الوقت الذي تعد الحركة الدستورية قوائمها وتدفع بهم للميدان، وفي الوقت الذي تشمر اللجان الخيرية عن سواعدها وتنزل للميدان بكامل طاقاتها وتصرف الملايين من أجل دعم الحملة الوطنية لمكافحة الوباء، وفي الوقت الذي ينبري فيه المشايخ والعلماء لحث الناس على الصبر والبقاء في البيوت والالتزام بقرارات ولي الأمر، حتى فتاوى الفقهاء تم تكييفها لتنسجم مع إجراءات الحكومة المستحدثة.. في هذا الوقت يطلع علينا كاتب علماني بمقال ممتلئ بالحقد والكره لشريحة من المجتمع، ويكرر ما قاله في أكثر مقالاته السابقة من المطالبة بتخوين هذه الشريحة وإقصائهم بل وسجنهم، كل هذا اعتماداً على ما نقلته محطة “أن تكذب أكثر” التلفزيونية عن أحد الدعاة المحسوب على هذه الشريحة!
قد لا أعتب عليه، ولكنني أعتب على الصحيفة التي سمحت لهذا الغث من أن يتم نشره في هذا الوقت في جريدة محترمة!
كان أولى به أن يكتب عن سبب دخول هذا المرض للكويت، ومن أين جاء، ويطالب بمعاقبة المتسبب إن كانت دولة أو جهة أو أشخاصاً!
كان متوقعاً منه أن يتخلص هذه الأيام من الدوافع التي ينفثها قلمه كل صباح، لكن مع الأسف كتب ما يؤكد تشرب هذه الأمور في دمه!
كورونا.. ومجلس الأمة
يحاول البعض أن يوحي أن مجلس الأمة كان سبب عرقلة الحكومة في تحقيق إنجازاتها، مستدلاً بالنجاحات التي تحققها الأجهزة الحكومية في تعاملها مع أزمة كورونا، في الوقت الذي يستمر مجلس الأمة في إجازته!
وهذا الطرح خطير، فلو صدقنا جدلاً أن الحكومة نجحت في إدارة الأزمة، وهي كذلك، إلا أن تجاربنا مع الحكومات السابقة سيئة إذا ما ترك لها العنان في التصرف من دون رقابة مجلس الأمة!
اليوم الحكومة بكل قيادييها يدركون أن أي تقصير أو خطأ سيكون في مرمى نيران النواب الذين يراقبون عن كثب أداء هؤلاء المسؤولين، الذين تركوا لهم حرية التحرك والتصرف في مواجهة هذه الأزمة!
إن البعض أراد استغلال هذه الأجواء للضرب في رمز الديمقراطية وأيقونتها مجلس الأمة، ليطرح فكرته الخاطئة من أن نجاح الحكومة بسبب غياب مجلس الأمة، ونسي أن أكثر الحكومات السابقة فشلاً كانت إما بغياب المجلس (فترة الحل غير الدستوري)، وإما بمجلس في جيب الحكومة كما كان الحال في مجلس المناديب، ومع هذا لم تظهر على هذه الحكومات بوادر نجاحات مميزة كما توقع الكثير، بل كانت مصنفة كأكثر الحكومات فشلاً وتراخياً وتجاوزاً!
_____________________________
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “القبس” الكويتية.