ذكرت صحيفة “هاآرتس” في عددها الصادر، اليوم الخميس، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قرر عدم طرح مشروع الميزانية العامة للعام الحالي، و”بالتالي الذهاب لانتخابات جديدة في الثامن عشر من نوفمبر المقبل”.
ونقلت الصحيفة عن سياسيين “إسرائيليين” أن نتنياهو يسعى إلى خلق حالة من الفوضى داخل الائتلاف الحكومي، بهدف تهيئة أجواء في أوساط الجمهور لعدم إمكانية الاستمرار على هذا المنوال وتفكيك الحكومة.
ورأى ناشطون “إسرائيليون” تحدثوا للصحيفة، أن نتنياهو استفاد من تأجيل “المحكمة المركزية” في القدس محاكمته بقضايا فساد إلى مطلع العام المقبل، وأنه “يريد استغلال ذلك بحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوقعات التي توصل إليها نتنياهو بعد التشاور مع مختصين، أنه مع اقتراب بدء مرحلة الإثباتات “سيلتمس أطراف إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، ضد استمرار ولايته رئيسًا للحكومة، وسيطالب الملتمسون من المحكمة الإعلان عن تعذر أداء رئيس الحكومة لمهامه الرسمية، بدعوى عدم قدرته على إدارة شؤون الدولة، بينما يقضي معظم وقته على مقاعد المتهمين في أروقة المحكمة”.
وأورد موقع “واللا” العبري أن مسؤولا في حزب “أزرق-أبيض” (أحد أحزاب الائتلاف الحاكم)، قال خلال لقائه قادة الأحزاب الحريدية المحسوبة على معسكر حزب الليكود، مؤخرًا، إن “نتنياهو يريد الذهاب إلى انتخابات، ونحن بدورنا لن نعرض له خدنا الأيسر”.
ورجّح المسؤول، بحسب موقع “واللا”، أن “يعمل نتنياهو على حل الكنيست عبر الامتناع عن طرح الميزانية للمصادقة”.
وأضاف أنهم في “أزرق- أبيض” يعتقدون أن نتنياهو يخطط لـ”انتخابات خاطفة وسريعة لاستباق مرحلة الإثباتات من محاكمته”.
من جانبه، أوضح وزير التعليم العالي والموارد المائية زئيف إلكين، اليوم الخميس، أن حزب الليكود الذي ينتمي إليه لا يرغب بالذهاب للانتخابات، رغم الخلاف على بعض القضايا مع حليفه في الائتلاف الحاكم حزب “أزرق – أبيض”.
خيار أخير
وحذّر الوزير المقرّب من نتنياهو، من أن استمرار الخلافات والتصويت في الكنيست وغيره بما يعارض موقف الحكومة التي يجلس الوزراء فيها، سيؤدي إلى انهيارها.
وأضاف، في تصريحات إذاعية: “لم نر مثل هذا الموقف من قبل، وعادةً ما يستقيل الوزراء من الحكومة في مثل هذه المواقف”.
وأشار إلى أنه في حال لم يتم التوصل لأي حلول بشأن الخلافات في بعض الملفات، فقد تكون الانتخابات خيارًا أخيرًا.
من جهته وجه رئيس دولة الاحتلال، رؤوفين ريفلين، انتقادا شديدا إلى حكومة الاحتلال، داعياً مركباتها في إشارة إلى الليكود و”أزرق أبيض”، إلى “التعقل والكف عن الخطاب المؤجج للانقسام والداعي إلى تبكير موعد الانتخابات العامة”.
وتعقيبًا على التهديدات بحل الحكومة والتوجه إلى انتخابات جديدة، قال رئيس حزب ميرتس اليساري نيتسان هوروفيتس إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استغل أزمة كورونا لإضعاف الكنيست.
وأضاف: “تم الدوس على الديمقراطية الإسرائيلية من قبل طاغية يمنح نفسه صلاحيات لا حد لها لهدف واضح ألا وهو القضاء على المظاهرات المناوئة له”.