في خيام بالية وطقس شديد البرودة، يصارع مئات المهاجرين العالقين في منطقة الغابات بالقرب من مدينة فليكا كلادوشا شمال غربي البوسنة والهرسك من أجل البقاء.
ويأمل المهاجرون العالقون في الوصول إلى كرواتيا، ومنها إلى وجهتهم الأخيرة حيث دول أوروبا المتقدمة مثل فرنسا أو ألمانيا.
وعادة ما يختار المهاجرون مدينة فليكا كلادوشا للتخييم نظراً لقربها من كرواتيا، ومن ثم حدود الدول الاتحاد الأوروبي.
عشرات المهاجرين يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة
مساعدات النجاة
وينصب المهاجرون خيامهم في غابة بالقرب من قرية بولجي في مدينة فليكا كلادوشا، فيما يشعرون بالخطر والقلق على حياتهم نظراً لظروف الطقس الثلجي شديد البرودة والذي يشهد انخفاضا عن 15 درجة تحت الصفر أحياناً.
أهان أحمد (19 عاماً، مهاجر من بنغلاديش) قال: إنهم يعدون طعامهم بما لديهم من إمكانيات بسيطة، وإن أغلب من يقوم بزيارتهم هم الصحفيون والمؤسسات الخيرية.
وأعرب أحمد عن امتنانه لزيارة وسائل الإعلام ومؤسسات الإغاثة لهم، لأنهم يبذلون ما بوسعهم لمساعدة المهاجرين.
وأفاد أحمد أنه يعيش في خيمة مع 16 فردًا منذ ثلاثة أشهر، على أمل الوصول إلى كرواتيا ومن منها إلى دول الاتحاد الأوروبي.
نيران البقاء
وفي محاولة للتكيف مع طبيعة الأوضاع الصعبة في الغابة المقيمين بها، يقوم المهاجرون بتجفيف ملابسهم على أغصان الأشجار التي تجاور خيامهم، ويستخدمون النار في طهي الطعام والتدفئة.
المهاجرون يأملون في العبور إلى كرواتيا ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي إيطاليا وفرنسا وألمانيا
ويقول المهاجرون: إنهم اعتادوا الدخان الكثيف الذي ينتج عن إشعال النيران، لأن الهدف منها التدفئة والحفاظ على أنفسهم على قيد الحياة والنجاة من البرد القارص.
ورغم صعوبة الطقس والأوضاع المعيشية، لا يعد الشتاء هو العقبة الوحيدة أمام المهاجرين، وإنما إغلاق حدود دول الاتحاد الأوروبي في وجوههم هي العقبة الأكبر التي تحول دون استقرارهم.
ويقيم معظم المهاجرين في كانتون “يونا-سانا”، وهو أحـد كانتونات اتحاد البوسنة والهرسك العشرة الذي يقع في الشمال، ويضم الكانتون مدنًا حدودية مع كرواتيا مثل فليكا كلادوشا وبيهاتش وتشازين.
إغلاق الحدود
الاتحاد الأوروبي يغلق أبوابه في وجوه المهاجرين وينتقد البوسنة لعدم قدرتها على إدارة الأزمة
وفي تصريح، أوضح مصطفى روزنيتش، رئيس وزراء الكانتون، أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى حدود الكانتون في السنوات الثلاث الماضية بلغ 94 ألفًا و500 مهاجر.
وأضاف أن العائلات المهاجرة تقيم مع النساء والأطفال في مخيمات منفصلة عن نظيرتها التي يقيم فيها الشباب والرجال، وأن الكانتون يضم حالياً بين 3 آلاف و3.5 آلاف مهاجر.
وحول مخيم “ليبا” الذي شهد حريقًا ضخما قبل شهر، أشار روزنيتش إلى أنه لا يزال هناك أكثر من 700 مهاجر بالمخيم.
وفي ديسمبر الماضي، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال إغلاق مخيم “ليبا” المؤقت، متعهدة بدعم الجهود المبذولة لإيجاد حلول للمهاجرين.
كما دعت الأمم المتحدة، في بيان آنذاك، السلطات إلى تجهيز المخيم لفصل الشتاء، لتقديم مأوى بديل للمهاجرين وإتاحة مواقع جديدة للأشخاص الذين تقطعت بهم السبل.
جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي حذر البوسنة والهرسك بسبب عدم قدرتها على التعامل مع أزمة المهاجرين.
ومن ناحية أخرى، تشكو السلطات المحلية بالبوسنة من عدم التوزيع العادل للمهاجرين في جميع أنحاء البلاد، خاصة وأن الحدود الشرقية للبلاد غير محمية بشكل كافٍ.