موعد الانتخابات: يتوجه الناخبون “الإسرائيليون”، اليوم الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع للمرة الرابعة خلال عامين، فقد حالت نتائج الانتخابات المتقاربة والخلافات بين الأحزاب دون تشكيل حكومة مستقرة.
التوقيت: تشهد “إسرائيل” المعركة الانتخابية الجديدة في ظل ظروف صحية واقتصادية طارئة نتيجة تفشي فيروس كورونا.
الميزانية: خصصت لجنة الانتخابات المركزية ميزانية إضافية وصلت إلى زيادة بنسبة 30% لإجراء الاقتراع في ظل الظروف غير الطبيعية.
مراكز الاقتراع: أعدت لجنة الانتخابات أكثر من 15 ألف مركز اقتراع مقابل 11 ألفاً كانت تجرى من خلالها عملية الاقتراع في السنوات الماضية.
عدد القوائم الانتخابية: تخوض 39 قائمة غمار الانتخابات التشريعية التي تشهدها “إسرائيل”، ومن أبرزها قائمة حزب “الليكود” برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، و”أزرق أبيض” الوسطي برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس، و”أمل جديد” اليميني برئاسة جدعون ساعر، و”يمينا” اليميني برئاسة نفتالي بينيت.
القائمة العربية: تدخل القائمة العربية غمار الانتخابات التشريعية الإسرائيلية مفككة، بعدما تلقت ضربة موجعة قبل أيام من الاقتراع الانتخابي بسبب خلافات سياسية حاصلة بين الأحزاب العربية وقررت “القائمة المشتركة” الدخول في غمار الانتخابات دون “القائمة العربية الموحدة.”
واتفقت الأطراف الثلاثة الأخرى في المشتركة، وهي: “الجبهة” و”التجمع” و”العربية للتغيير”، على البقاء تحت اسم القائمة المشتركة، مما يزيد من احتمالات فشل القائمة الموحدة، وهي حزب إسلامي، من اجتياز نسبة الحسم اللازمة لدخول الكنيست وحدها.
نتنياهو ومغازلة الصوت العربي
نتنياهو الذي حاول خلال حملته الانتخابية استمالة القائمة العربية للتصويت له في الانتخابات العامة، لا يروم فقط استثمارَ الصوت العربي لصالحه، بل تشتيت الصوت العربي، وبالتالي عدم تشجيع الناخبين العرب على التوجه إلى صناديق الاقتراع، الأمر الذي يفقد الصوت العربي قدرته على التأثير وتشكيل قوة مانعة تتحدى نتنياهو وتمنعه من تشكيل حكومته القادمة.
ثقل الصوت العربي
تشير بعض الاستطلاعات إلى أنّ جهود نتنياهو بالتوجه إلى الصوت العربي من الممكن أن يؤمّن لليكود مقعدين إضافيين، إلا أن المهم في هذا السياق ليس فقط كسب أصوات العرب، بل بعثرة أصواتهم وإضعاف “المشتركة” بحيث لا تعود ذات تأثير على المستوى الحزبي.
لكن إحدى مفارقات هذه الانتخابات أن برامج قوائمها لم تتطرق لا من بعيد ولا من قريب إلى الملف الفلسطيني، إلى الهم الفلسطيني، ومع ذلك، فإن الصوت العربي بات أحد أهم معالم هذه الانتخابات.
استطلاعات الرأي وفرص الفوز
استطلاعات الرأي تقول: إنه ما من مرشح يستطيع تحقيق فوز خالص في الانتخابات، فمن المتوقع أن تخرج كتلة الليكود اليمينية التي يتزعمها نتنياهو من الانتخابات بعدد من المقاعد يجعلها أكبر تكتل في البرلمان لكنها لن تحقق الأغلبية في الكنيست، الذي يبلغ عدد مقاعده 120 مقعداً، ومن ثم لن تتمكن من تشكيل حكومة ائتلافية بسهولة، وهذا هو الحال نفسه الذي انتهت إليه الانتخابات في المرات الثلاث السابقة.
الانتخابات التشريعية في “إسرائيل” تجري على أساس نظام نسبي لاختيار أعضاء البرلمان -الكنيست- المكون من غرفة واحدة، ويجب على الأحزاب أن تحرز 3.25% على الأقل من الأصوات كي تدخل البرلمان وهي نسبة تمنحها 4 مقاعد.
وتضع الاستطلاعات حزب يائير لابيد في المرتبة الثانية بعد الليكود، وزير المالية السابق وصاحب برنامج حواري تلفزيوني، البالغ 57 عاماً، يرأس حزب “هناك مستقبل” المعارض الذي ينتمي ليسار الوسط.
كي يشكل أحد المرشحين الرئيسين حكومة، ينبغي لكل من نتنياهو، ولابيد، أن يفوزا بالأغلبية المطلقة المتمثلة في 61 مقعداً، ولكن في الوقت الراهن يبدو أن أياً منهما غير قادر على جمع هذا العدد مع حلفائه: اليمين الديني بالنسبة لنتنياهو واليسار والمركز واليمين المناهض للحكومة بالنسبة لابيد.
“المشاركة ليست فقط هي التي ستكون حاسمة، ولكن أي شريحة من المجتمع ستصوت”، بحسب تقدير كاميل فوتشس، الخبير في استطلاعات الرأي “الإسرائيلية”، مستشهداً بواحدة من أكثر الانتخابات “التي لا يمكن التنبؤ بها” في تاريخ “إسرائيل”.
في المشهد السياسي المجزأ للغاية، فإن قدرة بعض الأحزاب الصغيرة على الوصول إلى عتبة الدخول إلى البرلمان أو عدم الوصول إليها يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في تشكيل الحكومة المقبلة.
حالياً، تشير استطلاعات الرأي إلى أن أربعة أحزاب تتودّد لعتبة الدخول إلى البرلمان، بما في ذلك ميرتس اليساري، وحزب أزرق أبيض لبيني غانتس، زعيم الجيش السابق والغريم السابق لنتنياهو، الذي تهاوت شعبيته في استطلاعات الرأي.
إن عجز واحد أو أكثر من هذه الأطراف عن عبور “العتبة السحرية” البالغة 3.25% من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف الكتلة -المؤيدة أو المناهضة لتنياهو- وبالتالي اللعب على قدرة كل جانب على الحصول على العدد السحري، 61 من النواب لقيادة البلاد.